لم يكن الروائي الفلسطيني الراحل إيميل حبيبي يعرف أن رئيساً أمريكياً سيحل ضيفاً على ناديه الشهير (نادى المتشائلين). كان النادي حكراً على المؤمنين العرب بالقضايا القومية والتي تحتل فيها القضية الفسطينية كل هرم الأولويات من القمة إلى القاعدة. وكان إيميل حبيبى رحمه الله يفتح أبواب ناديه ليلاً ونهاراً لاستقبال الأحياء والموتى من المتشائلين، لم يكن أحد من الأعضاء يتذمر من وطأة التشاؤل واستمراريته، بل بالعكس اتسع النادي وأصبح بمساحة العالم العربي من المحيط إلى الخليج. بعض أعضاء النادي تشوهوا كثيراً، وانتقلوا إلى مرحلة التشاؤم ثم إلى مرحلة العداء لكل ماهو فلسطيني بمن فى ذلك بعض الفلسطينيين. وتضاءل عدد المتشائلين فى النادى وما عدنا نرى إيميل حبيبى يحتفل بالقادمين الجدد من المواليد العرب، وقلت عبارات الترحيب التى كانت تملأ الأرض والسماء. قبل أيام وجد صاحب النادي نفسه أمام الرئيس أوباما شخصياً، الذى طلب الانتماء للنادي، قبلوه كعضو شرف أو مراقب أو ماشئتم، استقبله إيميل حبيبى وعموم الأعضاء كما لم يستقبلوا احداً من قبل، بكى أوباما كثيراً واعتذر أكثر لأنه أفرط فى التفاؤل بحل عادل للقضية الفلسطينية، واسيناه كثيراً وفى مقدمتنا كل الزعماء العرب الموتى والأحياء ممن قضوا حياتهم صدقاً لاستعادة الحق العربى ومن ساوم أو تاجر منهم. رحبنا بأوباما وعذرناه وقال له إيميل حبيبى" إن التفاؤل جهل بالتفاصيل يافخامة الرئيس وأمامك أكثر من فترة رئاسية لتكتشف أننا أكثر تفاؤلاً منك".