جاء أوباما ..ذهب أوباما ..جاء أوباما وهو يحمل كلاما جميلا وأسلوبا لم نعتده من قبل..جاء أوباما ومنح العالم العربي شيئا من كلام انتظروه طويلا..وبدأ الجميع يحلل كلامه وما إذا كان صادقا فيما قال أم أنه كلام معسول، وبين المتفائلين والمتشائمين كان(المتشائلين)..جاء أوباما ليعيد صورة الولاياتالمتحدة إلى بروازها القديم ..بعد فترة ما ارتكبته إدارة بوش من أخطاء في حق العالم كله وليس العرب أو المسلمين..أوباما يعتقد أن الخطاب يكفي لتحسين صورة أمريكا..وانجرف كثير منا في تصديقه ووقف بعضنا يشكك في نيّاته أو على الأقل في إمكانية تطبيقه لما قال..دعونا نفكر بعقلية حُسن الظن بالرجل وبالخط الجديد لسياسة الولاياتالمتحدة، فهذا يدعونا إلى التفاؤل بأن هناك بعض القضايا التي سوف تتحرك إلى الأفضل، مثل قضية فلسطين ..ودعونا نفكر بطريقة سوء النيّة، فسوف نشكك في كل كلمة قالها الرجل.. ودعونا نفكر بما اعتدناه من سياسات أمريكية طوال التاريخ، فسوف نجد أن مصالح أمريكا فوق كل شيء..ولكن السؤال:أليس من مصلحة الولاياتالمتحدة أن تعيد النظر في الشرخ الكبير الذي أحدثته سياسة راعي البقر بوش؟ أليس من مصلحة الولاياتالمتحدة أن تطفئ بؤر الصراع في العالم، وأن تكسب مَن خسرتهم من أصدقاء وحلفاء وأن تهادن حتى الأعداء التقليديين إذا كانت تريد تطبيق ما تبنته واخترعته من سياسة اقتصادية جديدة ألا وهي العولمة؟ أليس من مصلحة الولاياتالمتحدة أن تهدئ اللعب على الأقل حتى تعالج مشكلاتها الاقتصادية والاجتماعية؟ لقد عاشت إسرائيل سنين طويلة طفلا مدللا للولايات المتحدة..ألم يحن الوقت لأن يلجم هذا الطفل كي يعطي الآخرين فرصة اللعب والحياة؟ أوباما لم يأت ليحل مشكلات العرب والمسلمين أو دول العالم..جاء الرجل ليحل مشكلات بلاده أولا بعد أن أصبح لها في كل بقعة أعداء..إنه يحاول إصلاح ما أفسده بوش..أي بمعنى آخر أن الولاياتالمتحدة هي التي تحتاج إلى كسب رضا الآخرين حاليا وليس العكس، فيكفيها فقدانها مصداقيتها وما ألمَّ بها من كوارث اقتصادية، ولهذا يجب أن نفكر بطريقة أخرى وهي أنها تريد الاعتذار عن أخطائها وتحاول كسب الود من جديد..جاء الرجل معتذرا ولنعطه فرصة..ولنستغل الظرف بالضغط عليه على الأقل في حل مشكلة الفلسطينيين وفي جلب التكنولوجيا وغيرها من القضايا.