اكد الرئيس باراك اوباما الاربعاء ان الحرب في العراق شارفت على الانتهاء، مؤكدا في الوقت نفسه استمرار الدعم الاميركي للشعب العراقي ومحذرا من جهة اخرى ايران وكوريا الشمالية من تزايد عزلتهما اذا واصلتا سعيهما لامتلاك اسلحة الدمار الشامل. وقال اوباما في الكونغرس في اول خطاب له عن حال الاتحاد انه "في الوقت الذي نتعهد فيه القتال ضد القاعدة فاننا نترك العراق لشعبه بطريقة مسؤولة". واضاف "لكن لا تخطئوا: الحرب تشارف على الانتهاء وكل القوات ستعود الى البلاد"، مثيرا عاصفة من التصفيق في الكونغرس. واكد الرئيس الاميركي ان كل القوات القتالية الاميركية ستغادر العراق بحلول آب/اغسطس المقبل بعد اكثر من سبع سنوات على الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة في 2003 لهذا البلد واسقاط نظام الرئيس صدام حسين. وقال ان "كل القوات القتالية ستخرج من البلاد قبل نهاية آب/اغسطس"، مؤكدا بذلك المهلة التي سبق وان حددتها ادارته. واضاف "سندعم الحكومة العراقية التي ستجري انتخابات وسنواصل الشراكة مع الشعب العراقي لدعم السلام الاقليمي والازدهار". وكان اوباما قرر تعزيز القوات الاميركية في افغانستان بعد سحب الوحدات من العراق، للتصدي لحركة طالبان وضرب عناصر تنظيم القاعدة الذين يعتقد انهم ينتشرون على طول الحدود مع باكستان. وبشأن افغانستان، اكد اوباما انه "واثق من تحقيق نجاح" في هذا البلد. وقال "في افغانستان نعزز قواتنا وتدريب قوات الامن الافغانية لتبدأ تولي القيادة في تموز/يوليو 2011 وتتمكن قواتنا من العودة الى بلدها". واضاف "سنكافىء الادارة الرشيدة ونخفف الفساد وندعم حقوق كل الافغان من نساء ورجال. وسينضم الينا حلفاؤنا وشركاؤنا الذين عززوا التزامهم وسيأتون الى لندن لتأكيد النقاط المشتركة". واكد الرئيس الاميركي "ستكون هناك ايام صعبة لكنني واثق من اننا سننجح". وقال اوباما امام اعضاء الكونغرس الذي التأم بمجلسيه "يجب ان يعرف كل رجالنا ونسائنا العسكريين في العراق وافغانستان وفي جميع انحاء العالم اننا نكن لهم كل الاحترام وممتنون لهم ونقدم لهم دعمنا الكامل". واضاف "وكما انه يجب تأمين كل الموارد اللازمة لهم في الحرب، فاننا جميعا نتحمل مسؤولية دعمهم عندما يعودون الى بلدهم". من جهة اخرى، هدد اوباما ايران وكوريا الشمالية ب"مزيد من العزلة" في حال استمر قادة هذا البلد في "تجاهل واجباتهم" عبر السعي لحيازة السلاح النووي. وقال "حتى عندما نخوض حربين، نواجه ايضا خطرا اكبر على الشعب الاميركي هو تهديد الاسلحة النووية". واضاف ان دبلوماسيته ضد الاسلحة النووية "عززت وضعنا في التعامل مع هذه الامم التي تصر على انتهاك الاتفاقات الدولية في سعيها للحصول على هذه الاسلحة". وتابع "لذلك تواجه كوريا الشمالية الآن عزلة متزايدة وعقوبات اقوى - عقوبات ستعزز بشدة (...) ولهذا السبب الاسرة الدولية اكثر توحدا والجمهورية الاسلامية في ايران اكثر عزلة". واكد انه "على القادة الايرانيين الذين يواصلون تجاهل واجباتهم الا يتوهموا، فهم ايضا يواجهون عواقب متزايدة". وقال أوباما "لخفض المخزون ومنصات الاطلاق مع ضمان قوة الردع تستكمل الولاياتالمتحدة وروسيا المفاوضات حول أكبر معاهدة للحد من السلاح خلال ما يقرب من 20 عاما. "وفي القمة الامنية النووية التي تعقد في ابريل سنجمع معا 44 دولة وراء هدف واضح: تأمين كل المواد النووية الحساسة في شتى انحاء العالم خلال أربع سنوات حتى لا تقع مطلقا في أيدي الارهابيين." وذكر أوباما ان تركيزه على توجه دولي لخفض الاسلحة النووية ومنع انتشارها "قوى يدنا في التعامل مع تلك الدول التي تصر على انتهاك الاتفاقات الدولية سعيا وراء تلك الاسلحة." وعلى الصعيد الداخلي دفع الرئيس الامريكي بتوفير فرص العمل إلى صدارة أجندته وتعهد بعدم التخلي عن سعيه لاصلاح نظام الرعاية الصحية وذلك بعد خسارة سياسية أثارت شكوكا حول قيادته. وبينما لا يزال أوباما يشعر بوطأة تراجع شعبيته وخسارة الحزب الديمقراطي الذي ينتمي إليه لمقعد مجلس الشيوخ عن ولاية ماساتشوستس قال الرئيس الامريكي إن العام الماضي كان صعبا واعترف ببعض الاخطاء. وقال أوباما في خطابه "أنا لا أستسلم." وفي مواجهة انهيار أجندته الطموحة لاصلاح الرعاية الصحية ومكافحة تغير المناخ استغل أوباما الخطاب السنوي المهم في محاولة للتواصل مجددا مع عموم الامريكيين الغاضبين بسبب الاقتصاد الضعيف ومعدل البطالة المرتفع في البلاد. وحاول أوباما إبداء تفهمه لاوجاع الامريكيين واستهدف الحد من الاستياء العام لاسباب من بينها الاقتصاد بينما يسعى الى كسب وقت حتى تتمكن إدارته من إعادة تنظيم صفوفها. وقال أوباما في خطابه أمام الكونغرس حيث يخشى العديد من الديمقراطيين خسارة مقاعدهم في انتخابات نوفمبر /تشرين الثاني "يجب أن تكون الوظائف هي تركيزنا الاول في 2010." وعلى الرغم من إعادة أوباما صياغة أجندته بجعل الاقتصاد على رأس أولوياته فإنه لم يسلم بهزيمة جهوده لاصلاح الرعاية الصحية والتوصل لتوافق بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي حول تغير المناخ. وقال أوباما "الناس بدون عمل ويتألمون. إنهم بحاجة لمساعدتنا. وأريد مشروع قانون بشأن الوظائف على مكتبي دون إبطاء." ودعا اوباما الى جهود جديدة من الحزبين في الكونغرس لمواجهة مشاكل الامريكيين العاديين وهو أمر لم يستطع تحقيقه العام الماضي في مواجهة معارضة موحدة من الجمهوريين. ولمواجهة انتقادات الجمهوريين بشأن تنامي العجز في الموازنة الامريكية اقترح أوباما تجميدا يمتد ثلاث سنوات لبعض البرامج المحلية وذلك بهدف الحد من العجز. ودعا أيضا إلى إنشاء لجنة من الحزبين الجمهوري والديمقراطي لبحث تحديات الموازنة على المدى البعيد. وأوضح "إذا لم نتخذ خطوات ذات معنى لكبح ديوننا فإنها قد تضر بأسواقنا وتزيد من كلفة الاقتراض وتعرض تعافينا للخطر." وأكد أوباما أنه لم يتخل عن سعيه لاصلاح الرعاية الصحية. وقال "عندما أنتهي من كلمتي الليلة سيكون المزيد من الامريكيين قد فقدوا تأمينهم الصحي. وسيفقد الملايين تأمينهم الصحي العام الحالي. لن أتخلى عن هؤلاء الامريكيين كما يجب ألا يفعل ذلك من هم في هذا المجلس." من جانبه رأى حاكم ولاية فيرجينيا (شرق) بوب ماكدونيل الذي كلف اصدار رد الجمهوريين على خطاب الرئيس باراك اوباما عن حال الاتحاد ان تجميد جزء من الموازنة الاميركية خطوة في الاتجاه الصحيح ولكن غير كافية. وقال ماكدونيل في معرض انتقاده قرار الرئيس الاميركي ان "التجميد الجزئي للنفقات غير الاساسية خطوة تستحق الثناء عليها لكنها خطوة صغيرة". وانتقد ماكدونيل موقف الكونغرس الذي يواصل في نظره التصويت على نفقات تزيد العجز و"ترفع الدين القومي الذي سيرزح تحته ابناؤنا واحفادنا". واضاف ان "ذروة هذا الدين تتجه الى ان تتضاعف خلال خمس سنوات ولان تزداد بمقدار ثلاثة اضعاف خلال عشر سنوات"، مؤكدا انه "امر لا يمكن ان يستمر". ورأى ماكدونيل ايضا ان وضع البطالة "غير مقبول" في الولاياتالمتحدة حيث "واحد من كل عشرة اميركيين عاطل عن العمل". واكد ان "سياسة عامة جيدة يفترض ان تعطي دفعا للنمو الاقتصادي وتعزز قدرة القطاع الخاص على خلق وظائف جديدة".