يعتمد علاج مرض السكري خاصة النوع الأول منه وهو مرض السكري المعتمد على الأنسولين على تحليل السكر المنزلي، فلا يمكن لمريض السكري التنبؤ بمستوى السكر المنخفض أو المرتفع إلا بالتحليل المنزلي، حيث إن علامات الانخفاض لا تظهر إلا عند انخفاض السكر لمستويات متدنية وقد تكون هذه المستويات خطرة إذا لم تعالج مبكرا وكذلك علامات الارتفاع فهي لا تظهر إلا إذا ارتفع مستوى السكر لدرجات عالية يصاحبها تهديد لحياة المريض، لذا فإن الاعتماد على أعراض ارتفاع السكر أو أعراض انخفاضه خطأ شائع يقع فيه الكثيرون. ومن ناحية أخرى فإنه لا يمكن للطبيب المعالج ولا المريض تحديد جرعات الأنسولين إلا بتحليل السكر المتكرر قبل أوقات إعطاء حقن الأنسولين، ويلاحظ أن البعض يقوم بتحليل السكر المنزلي ولكن بصورة غير منتظمة فقد يحلل يوما ويتهاون أياما أو قد يقتصر في تحليله على الأيام التي تسبق زيارة الطبيب فقط أو أوقات إحساسه بمرض أو إرهاق ونحوهما، وتنصح جمعيات السكر بتحليل السكر المنتظم اليومي بواقع أربع مرات في اليوم قبل الوجبات الرئيسة وقبل النوم لضبط جرعات الأنسولين قصيرة المفعول وطويلة المدى مما يساعد في ضبط معدل السكر التراكمي. وتدل الدراسات الغربية والتي يعتقد أن مستوى الانضباط في العلاج لديهم أفضل من الدول العربية، تدل على أن هناك 10% من مرضى السكري النوع الأول المعتمد على الأنسولين يقومون بتحليل السكر مرة واحدة في اليوم، والحال لدينا من خلال المشاهدة اليومية لمرضى السكري هو بلا شك أسوأ من الغرب فهناك عزوف عن التحليل المنتظم وقد يكون ذلك بسبب عدم إدراك أهمية التحليل أو عدم توفر الطبيب المختص وسهولة الوصول إليه أو عدم القدرة على الحصول على أشرطة التحليل أو ارتفاع سعرها وغيره من الأسباب التي تحول دون الانتظام في التحليل . ويطالعنا في هذه الأيام سبب آخر قد يحد من الإقبال على التحليل وهو عدم الثقة في دقة الأشرطة المستخدمة، فقد أصدرت إدارة الغذاء والدواء الأميركية تحذيرا حول استخدام أشرطة فحص السكر والتي تحتوي على مادة (GDH-PQQ) حيث إن هذه المادة المشخصة لمستوى السكر في الدم قد تكون سببا في إعطاء نتائج خاطئة متمثلة بارتفاع كاذب لنسبة سكر الجلوكوز في الدم خاصة عند استخدامها من قبل المرضى الذين يتلقون علاجات قد تحتوي على أنواع أخرى من السكريات مثل المالتوز والجالاكتوز والزايلوز وعليه فإن هذه النتائج الخاطئة التي قد تؤدي إلى استخدام المرضى لجرعات زائدة من الأنسولين وأدوية مرض السكري الأخرى مما قد يؤدي إلى انخفاض حاد في نسبة السكر في الدم مما قد يسبب الإغماء أو حتى الوفاة. وقد ذكرت إدارة الغذاء والدواء الأميركية أن هناك 13 حالة وفاة حدثت خلال السنوات الماضية ومنذ عام 1997م بسبب استخدام هذه الأشرطة غير الدقيقة وذكر المصدر أن نصف حالات الوفاة هذه حدثت خلال السنتين الماضيتين، ولكن يجب التنويه على أن أشرطة التحليل هذه ليست هي الوحيدة الموجودة في السوق فهناك أشرطة تحليل آمنة مثل تلك التي تحوي مادة (GDH –FAD) وأيضا (GDH –NAD) وأيضا (GLUCOSE OXIDASE) وقد ذكر موقع إدارة الغذاء والدواء الأميركية وأيضا الهيئة العامة للغذاء والدواء السعودية أسماء الشركات المنتجة لهذه الأشرطة وأسماء أجهزة التحليل المستخدمة لهذه الأشرطة. وأيضا لا يجب أن يبالغ المرضى المستخدمون للأشرطة المنوه عنها من خطورتها فهذه الأشرطة تعطي قراءات خاطئة عند فئة محدودة من المرضى وليس جميع المرضى وهم المرضى المصابون بالفشل الكلوي المستخدمون للغسيل البريتوني أو المرضى المستخدمون للبروتينات المساعدة للجهاز المناعي ومثال ذلك (Immunoglobulins) وبعض علاجات التهابات المفاصل والحمى الروماتزمية ومواد الحقن الإشعاعية أو أي منتج يحوي على المالتوز أو الجالاكتوز أو الزيلوز. وهنا ننصح نحن بدورنا مرضى السكري بمراجعة الطبيب المعالج للتأكد من نوعية الجهاز المستخدم وشريط التحليل المستخدم وهل هو المعني بالتحذير والتنويه أم لا، وبخاصة مرضى السكري المصابون بالفشل الكلوي المستخدمون للغسيل البروتوني، مع مراعاة إحضار العلاجات الأخرى المستخدمة للتأكد أيضا من أنها لا تحوي المكريات الأحادية الأخرى والتي قد تقرأها هذه الأشرطة بطريقة خطأ بأنها سكر الجلوكوز. * قسم الغدد الصماء والسكري