نفذت السلطات العراقية حكم الاعدام شنقا بوزير الدفاع الاسبق علي حسن المجيد الملقب ب"علي الكيماوي" امس في حين سقط عشرات القتلى في تفجيرات منسقة ومتزامنة استهدفت ثلاثة فنادق في بغداد. وفور وقوع الانفجارات الثلاثة، اعلن المتحدث باسم الحكومة علي الدباغ اعدام "المجرم" المجيد وسط "التزام تام من الحضور بعدم توجيه اي اهانة او التشفي" كما حدث اثناء عملية اعدام الرئيس السابق صدام حسين في 30 كانون الاول/ديسمبر 2006. يذكر ان صيحات التشفي التي رافقت اعدام صدام اثارت ضجة كبرى في العالم العربي لاتزال ذيولها تتفاعل في بعض الاوساط. ويطوي تنفيذ الحكم بالمجيد صفحة مضطربة من تاريخ العراق الحديث نظراً لقساوتها. وقد حكمت المحكمة الجنائية العليا على المجيد قبل ثمانية ايام بالاعدام إثر ادانته في قضية قصف حلبجة بالاسلحة الكيميائية في اذار/مارس 1988. وقال رئيس الجلسة القاضي عبود مصطفى الحمامي لدى النطق بالحكم "حكمت المحكمة باعدامه شنقا حتى الموت لارتكابه جريمة القتل العمد كجريمة ضد الانسانية". وبادر بعض الحضور وبينهم مسؤولون في حكومة اقليم كردستان، الى التصفيق فور النطق بالحكم. امرأة عراقية تنتحب أمام منزلها الذي دمر بانفجار قنبلة في بغداد (أ.ب) وفي هذا السياق، وفور الاعلان عن خبر الاعدام، قال وزير الثقافة في اقليم كردستان كاوه محمود "اشعر بالسرور (...) ونطالب بتعويض الضحايا". وافاد مراسل فرانس برس ان السفير الامريكي كريسوفر هيل قام امس بزيارة حلبجة حيث تفقد النصب التذكاري لضحايا القصف. وكانت طائرات حربية شنت في 16 اذار/مارس 1988 غارات على حلبجة الواقعة في محافظة السليمانية خلال احدى حملات الانفال الثماني بين العامين 1987 و1988. وتشير تقديرات كردية مستقلة الى مقتل اربعة الى سبعة آلاف شخص معظمهم من النساء والاطفال في قصف بمختلف انواع الاسلحة الكيميائية مثل غاز الخردل والسارين وخليط آخر يشل الاعصاب. وقال كامل عبد القادر الذي فقد والديه وستة من اشقائه، وهو من السليمانية، "تلقيت خبر اعدامه بفرح غامر يجب ان لا يتوقف اعدام باقي المجرمين الذين شاركوا في قصف حلبجة". كما عبر فاضل رفعت، وهو جامعي فقد والده في القصف ايضا وفقد عشرة من اقاربه، عن "الشعور بسعادة لا توصف". الى ذلك اعلنت مصادر امنية 36سقوط قتيلا و71 جريحا بانفجار ثلاث سيارات مفخخة يقودها انتحاريون في وسط بغداد وجنوبها قرب او عند مداخل ثلاثة فنادق. واشارت المصادر الى احتمال ارتفاع هذه الحصيلة. ووقع الانفجار الاول قرب فندق ميريديان فلسطين في شارع ابو نواس تلاه بعد دقائق انفجار ثان في مرآب فندق بابل في حين وقع الثالث قرب فندق الحمراء في منطقة الجادرية. وقال مصدر في وزارة الداخلية ان "الهجمات نفذت بحافلات مفخخة يقودها انتحاريون"، كما اكد المتحدث باسم عمليات بغداد اللواء قاسم عطا ان "جميع الهجمات كانت انتحارية". وذكر مصدر في عمليات بغداد ان السيارة التي انفجرت امام مدخل فندق بابل كان يستقلها انتحاريان. وافاد مصدر امني ان "الانتحاري الذي استهدف فندق الحمراء رافقه مسلحون قاموا بالاشتباك مع الحراس قبل ان يقتحم الانتحاري المكان ويفجر سيارته". الكيماوي صورة من قناة العراقية الفضائية