يعكف مدير مهرجان جدة السينمائي المخرج السعودي ممدوح سالم هذه الأيام على إعداد فيلم وثائقي عن "كارثة سيول جدة" وما ترتب عليها من قرارات تاريخية لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز تقضي بتعويض المتضررين ومحاربة الفساد في وقفة حكيمة وحازمة شكلت منعطفاً إدارياً كبيراً في مسيرة نهضة الوطن بحسب تعليق الخبراء والمتابعين. ومن المنتظر عرض الفيلم للمرة الأولى في ليلة افتتاح الدورة المقبلة من مهرجان جدة السينمائي. وقد أنهى ممدوح سالم الجزء الأكبر من الفيلم ولم يبقَ سوى بعض الوثائق الفوتوغرافية التي يأمل في الحصول عليها من إدارة الدفاع المدني متمنياً مساعدة المسئولين في هذه المهمة الإنسانية التي توثق حدثاً كبيراً تفاعل معه جميع أبناء الوطن. ويقول سالم للرياض: "أحتاج إلى بعض الصور التي توثق اللحظات الأولى للكارثة وهي موجودة لدى أرشيف إدارة الدفاع المدني، وقد علمت أنه لكي أحصل عليها فإنه سيلزمني الكثير من الوقت لذا أتمنى أن يساعدني المسؤولون في هذا القطاع الهام خاصة وأن الفيلم الذي سأقدمه يتناول حدثاً وطنياً بكل ما يحمله من ألم وأمل". أثناء تصوير الفيلم وقال ممدوح سالم إن رحلة إعداد الفيلم تطلبت منه النزول بكاميرته إلى موقع الحدث وتسجيل لقاءات مع سكان الأحياء المنكوبة لرصد مشاعرهم تجاه القرارات التاريخية التي أصدرها الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله. ويرى سالم بأن هذه اللحظات الإنسانية التاريخية لابد من توثيقها "حتى تختزنها الذاكرة السعودية بكل تفاصيلها". أما عن عرضه في ليلة افتتاح الدورة المقبلة لمهرجان جدة السينمائي فيقول سالم بأن هذا تأكيد على دور السينما في التعاطي مع قضايا المجتمع وإبراز جوانبه الإنسانية إضافة إلى أنه تأكيد على الدور المهم الذي يمكن أن يلعبه المهرجان في الفترة المقبلة "حيث نسعى إلى تعزيز مكانته كنافذة عرض مستقلة للمخرجين الشباب لكي يعطوا رأيهم في قضايا مجتمعهم بالشكل الذي يحترم ثقافتنا وتقاليدنا". وأكد سالم بأن التوجه الدائم للمهرجان هو تعزيز المواقف الوطنية مُذكراً باختيارات أفلام الدورة الماضية والتي احتوت على أعمال تحارب الإرهاب وتثني على الإنجاز الكبير للمملكة في مكافحتها الفئة الضالة.