«الإحصاء»: إيرادات «غير الربحي» بلغت 54.4 مليار ريال ل 2023    اختتام اعمال الدورة 44 لمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب في البحرين    مدرب قطر يُبرر الاعتماد على الشباب    وفد عراقي في دمشق.. وعملية عسكرية في طرطوس لملاحقة فلول الأسد    مجلس التعاون الخليجي يدعو لاحترام سيادة سوريا واستقرار لبنان    المملكة رئيساً للمنظمة العربية للأجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة «الأرابوساي»    الجمعية العمومية لاتحاد كأس الخليج العربي تعتمد استضافة السعودية لخليجي27    وزير الشؤون الإسلامية يلتقي كبار ضيوف برنامج خادم الحرمين الشريفين للعمرة والزيارة    تدخل جراحي عاجل ينقذ مريضاً من شلل دائم في عنيزة    وزير الخارجية يصل الكويت للمشاركة في الاجتماع الاستثنائي ال (46) للمجلس الوزاري لمجلس التعاون    استخدام الجوال يتصدّر مسببات الحوادث المرورية بمنطقة تبوك    الذهب يرتفع بفضل ضعف الدولار والاضطرابات الجيوسياسية    استمرار هطول أمطار رعدية على عدد من مناطق المملكة    استشهاد خمسة صحفيين في غارة إسرائيلية وسط قطاع غزة    الفكر الإبداعي يقود الذكاء الاصطناعي    الحمدان: «الأخضر دايماً راسه مرفوع»    المملكة ترحب بالعالم    رينارد: مواجهة اليمن صعبة وغريبة    وطن الأفراح    حملة «إغاثة غزة» تتجاوز 703 ملايين ريال    "الثقافة" تطلق أربع خدمات جديدة في منصة الابتعاث الثقافي    "الثقافة" و"الأوقاف" توقعان مذكرة تفاهم في المجالات ذات الاهتمام المشترك    أهازيج أهالي العلا تعلن مربعانية الشتاء    حلاوةُ ولاةِ الأمر    بلادنا تودع ابنها البار الشيخ عبدالله العلي النعيم    شرائح المستقبل واستعادة القدرات المفقودة    الأبعاد التاريخية والثقافية للإبل في معرض «الإبل جواهر حية»    أمير نجران يواسي أسرة ابن نمشان    63% من المعتمرين يفضلون التسوق بالمدينة المنورة    منع تسويق 1.9 طن مواد غذائية فاسدة في جدة    نجران: «الإسعاف الجوي» ينقل مصاباً بحادث انقلاب في «سلطانة»    العناكب وسرطان البحر.. تعالج سرطان الجلد    الزهراني وبن غله يحتفلان بزواج وليد    الدرعان يُتوَّج بجائزة العمل التطوعي    أسرتا ناجي والعمري تحتفلان بزفاف المهندس محمود    فرضية الطائرة وجاهزية المطار !    ما هكذا تورد الإبل يا سعد    واتساب تطلق ميزة مسح المستندات لهواتف آيفون    «كانسيلو وكيسيه» ينافسان على أفضل هدف في النخبة الآسيوية    في المرحلة ال 18 من الدوري الإنجليزي «بوكسينغ داي».. ليفربول للابتعاد بالصدارة.. وسيتي ويونايتد لتخطي الأزمة    تدشين "دجِيرَة البركة" للكاتب حلواني    مسابقة المهارات    إطلاق النسخة الثانية من برنامج «جيل الأدب»    نقوش ميدان عام تؤصل لقرية أثرية بالأحساء    لمن لا يحب كرة القدم" كأس العالم 2034″    المأمول من بعثاتنا الدبلوماسية    أفراحنا إلى أين؟    آل الشيخ يلتقي ضيوف برنامج خادم الحرمين للعمرة والزيارة    %91 غير مصابين بالقلق    اطلاع قطاع الأعمال على الفرص المتاحة بمنطقة المدينة    الصادرات غير النفطية للمملكة ترتفع بنسبة 12.7 % في أكتوبر    اكتشاف سناجب «آكلة للحوم»    دور العلوم والتكنولوجيا في الحد من الضرر    خادم الحرمين وولي العهد يعزّيان رئيس أذربيجان في ضحايا حادث تحطم الطائرة    منتجع شرعان.. أيقونة سياحية في قلب العلا تحت إشراف ولي العهد    مفوض الإفتاء بجازان: "التعليم مسؤولية توجيه الأفكار نحو العقيدة الصحيحة وحماية المجتمع من الفكر الدخيل"    نائب أمير منطقة مكة يطلع على الأعمال والمشاريع التطويرية    إطلاق 66 كائناً مهدداً بالانقراض في محمية الملك خالد الملكية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأمير سلطان يجعل من الخدمات الطبية للقوات المسلحة منظومة صحية تعليمية تدريبية متطورة
على مدى ما يزيد عن نصف قرن
نشر في الرياض يوم 25 - 01 - 2010

مر ما يزيد عن نصف قرن على إنشاء الخدمات الطبية للقوات المسلحة وهي تعيش في كل مرحلة من مراحل نموها وازدهارها وتقدمها في ظل حكومة خادم الحرمين الشريفين وما تلقاه من صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام الذي نذر جهده ووقته وفكره لتطويرها من اجل صحة منسوبي قواتنا المسلحة بشكل خاص والمواطن والمقيم بشكل عام بما يتناسب والنهضة الشاملة التي نعيشها في ظل حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز.
لقد أسست الخدمات الطبية للقوات المسلحة خلال هذه الفترة الوجيزة منظومة متناسقة ومتكاملة من الإدارات والمستشفيات والتي تعمل جنباً إلى جنب لتحقيق الهدف المنشود في تقديم الرعاية الطبية الوقائية والعلاجية المتوائمة وما وصلنا إليه من تميز طبي عالمي، من خلال مستشفياتها ال (24) مستشفى ومستوصفاتها التي وصلت إلى (145) مستوصفاً وأسطولها الجوي من الطائرات الحديثة وكلياتها ومعاهدها الأكاديمية والتدريبية في العديد من المناطق للوصول إلى أهدافها السامية لخدمة الصحة في بلادنا.
ومن خلال هذا التقرير نلقي الضوء على بعض الإنجازات التي مرت بها الخدمات الطبية للقوات المسلحة منذ قيامها خلال مسيرة امتدت على مدى عقود من الزمن بدعم لا محدود من سمو ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام.
( البداية والتطور )
بدأت الخدمات الطبية للقوات المسلحة من خلال إنشاء طبابة الجيش بالطائف عام 1367ه والتي كانت عبارة عن مستوصف يتسع لعشرة أسرة وفي عام 1370ه تحول مسماها وأصبحت تعرف بالصحة العسكرية، ويعتبر مستشفى الأمير منصور العسكري بالطائف والذي افتتح عام 1371ه أول لبنة من لبنات الخدمات الطبية للقوات المسلحة والذي مر بعدة مراحل من التطور حتى تم يوم الثلاثاء الموافق 17/7/1428ه افتتاح المشروع الجديد لمستشفى الأمير منصور العسكري بالطائف على يد صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان مساعد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام للشئون العسكرية لتبلغ طاقته الاستيعابية (224) سريراً.
وتشكلت الإدارة العامة للخدمات الطبية للقوات المسلحة بشكل مستقل في عام 1392ه حيث صدر الأمر الكريم من قبل صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام بتسميتها ( الإدارة العامة للخدمات الطبية للقوات المسلحة) وبذلك اتسعت خدماتها لتشمل منسوبي القوات البرية والبحرية والجوية والدفاع الجوي، وفي عام 1373ه تم افتتاح مستشفى القوات المسلحة بالخرج وكذلك مستشفى القوات المسلحة بالرياض والخرج وتوالت بعد ذلك مستشفيات القوات المسلحة في معظم المناطق ليبلغ عدد المستشفيات (24) مستشفى تحتوي على أكثر من (5172) سريراً.
ووصلت نسبة سعودة الوظائف في الخدمات الطبية للقوات المسلحة أكثر من 47% في مختلف التخصصات وهي في ازدياد، وهذه النسبة إجمالية لكافة التخصصات وهي تتغير بتغير التخصص بالزيادة أو النقصان ، وهناك خطة شاملة طموحة للسعودة بدأ تنفيذها منذ (3) سنوات وهي تسير بشكل جيد في شتى المجالات الإدارية والطبية والفنية، تنفيذاً للإستراتيجية العامة للخدمات الطبية للقوات المسلحة والتي تهتم بإحلال القوى العاملة الوطنية بدلاً من الأجنبية لتحقق بذلك الاكتفاء الذاتي دون التأثير على المستوى العملي والخدمات الصحية المقدمة .
(الخدمة الطبية الطائرة)
وقد كان صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام مدركاً لأهمية الإخلاء الطبي الجوي وما تقتضيه المرحلة من إيجاد إخلاء طبي جوي يساند قطاع الصحة في بلادنا ويساهم في إنقاذ الكثير من الأرواح بإذن الله بنقلها إلى المستشفيات التخصصية داخل وخارج المملكة، فأمر سموه بتكوين أسطول متكامل من طائرات الإخلاء الطبي الجوي من الطائرات النفاثة والعمودية المجهزة بكافة التجهيزات الإسعافية والتي تديرها إدارة الإخلاء الطبي الجوي بالخدمات الطبية للقوات المسلحة.
وبذلك بدأت طائرات الإخلاء الطبي الجوي بنقل المرضى في أكثر من 65 مدينة وقرية داخل المملكة و 34 بلداً خارج المملكة وقامت طائرات الإخلاء الطبي الجوي بنقل أكثر من 35000 مريض منذ بداية التأسيس عام 1400ه فيما بلغ معدل الرحلات الدولية السنوية (60) رحلة دولية وهذا يدل على التطور المستمر والاهتمام الكبير من المسئولين بالإضافة لصدور أوامر صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام حفظه الله بنقل فريق زراعة الأعضاء إلى أي نقطة داخل المملكة في حالة وجود متبرع، فالإخلاء الطبي الجوي ينقل أكثر من (1000) حالة مستعصية إلى المستشفيات في الداخل والخارج سنوياً، كما تشارك إدارة الإخلاء الطبي في خدمة حجاج بيت الله الحرام وتعدت مشاركة الإخلاء الطبي الحدود ووصلت إلى المحتاجين خارج المملكة مثل ما حصل في إغاثة المتضررين من زلزال مدينة بام الإيرانية والعراق واليمن وآخرها حملة الإغاثة لإخواننا في غزة.
(التعليم والتدريب)
كان ومازال سموه الكريم مؤمناً بأهمية العلم والتدريب في الارتقاء بمستوى شباب هذا الوطن وتجلى ذلك في الخطط التنموية البشرية على مستوى وزارة الدفاع والطيران والمفتشية العامة مما انعكس على الإدارة العامة للخدمات الطبية للقوات المسلحة والتي أنشأت من أجل ذلك كلية الأمير سلطان العسكرية للعلوم الصحية بالظهران والتي افتتحها عام 1409ه ومن ثم رفع مستواها الأكاديمي لتمنح درجة البكالوريوس في تخصص المختبرات الطبية والتمريض، ومعهد الأمير عبدالرحمن للدراسات العليا لطب الأسنان بالرياض ومدرسة ومركز الخدمات الطبية بالخرج والتي أنشئت عام 1375ه تحت مسمى ( مدرسة التمريض العسكري ) وابتعثت الكثير من الأطباء لدراسة بعض التخصصات الطبية النادرة واهتمت كثيراً بتأهيل كوادرها الوطنية من خلال إدارة التدريب بالإدارة العامة للخدمات الطبية للقوات المسلحة والعديد من مراكز التدريب في مستشفيات القوات المسلحة والتي تعقد العديد من الدورات لمنسوبيها.
واهتمت كذلك الخدمات الطبية للقوات المسلحة بجانب التطوير في العمل وذلك من خلال عقدها للمؤتمر السنوي للخدمات الطبية والذي حظي بدعم من سموه الكريم وباهتمام ورعاية من قبل سمو مساعد وزير الدفاع والطيران المفتش العام للشئون العسكرية صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان، والذي يتضمن العديد من المواضيع الطبية التي اختيرت بعناية لتلامس اهتمامات العمل بالخدمات الطبية من الجانبين العسكري والميداني والجانب المدني بمشاركة مجموعة من الأطباء المختصين من عدة جهات حكومية بالإضافة إلى نخبة من أطباء الخدمات الطبية. كما ان هناك تعاوناً بين الخدمات الطبية للقوات المسلحة وبين المراكز المتقدمة في شتى المجالات وبدرجة ممتازة جداً وحرصت الخدمات الطبية للقوات المسلحة على توفير وسائل تقنية المعلومات لتسهيل الوصول والارتباط وتبادل المعلومات الطبية مع مراكز الأبحاث المختلفة والمتقدمة، أما بالنسبة للأبحاث فالخدمات الطبية لديها جهاتها البحثية والتي
الأمير خالد بن سلطان يفتتح اليوم المؤتمر السادس للخدمات الطبية للقوات المسلحة
تستند على أرقى المعايير العلمية وأصبحت الإدارة العامة للخدمات الطبية للقوات المسلحة والوحدات التابعة لها تقيم العديد من المؤتمرات واللقاءات والندوات وورش العمل والتي تساهم في تطوير العمل الطبي والإداري وقد عقد خلال عام 2008م -2009م (39) ورشة عمل و(13) ندوة و(312) دورة طبية تدريبية و(29) زمالة و(28) دبلوماً و(15) مؤتمراً.
(التوعية والتثقيف والوقاية)
تعتبر حملة الأمير سلطان الوطنية للتثقيف الصحي التي وجه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام والتي قامت بها الإدارة العامة للخدمات الطبية عام 1423ه وتلتها الحملة الثانية في عام 1429ه لفته بارزة في مجال نشر التوعية الصحية في المجتمع حيث أنها تعتبر أول حملة على مستوى المنطقة لشموليتها وتغطيتها لعدد (92) موضوعاً صحياً للتوعية والتثقيف الصحي لمنسوبي القوات المسلحة بشكل خاص والمواطن والمقيم بشكل عام والتي لاقت تجاوباً ملموساً على مختلف الأصعدة وهدفت من خلالها الخدمات الطبية للقوات المسلحة إلى نشر الوعي الصحي بين كافة أفراد المجتمع من خلال استخدام جميع الوسائل الإعلامية بهدف تعريفهم بأهم الأمراض المنتشرة في المملكة وكيفية الوقاية منها، بالإضافة إلى تسليط الضوء على اتجاهات وسلوكيات الناس حول العادات والممارسات غير الصحية وإيضاح السلوك الصحي السليم، كما أبرزت دور القطاعات العسكرية في مسيرة التنمية واهتمامها بكافة الجوانب التنموية خاصة في مجال صحة المجتمع .
ووزعت الخدمات الطبية للقوات المسلحة أكثر من ( 8 ) ملايين نسخة على مدار الخمسة أعوام الماضية وبعدد أكثر من (97) موضوعاً توعوياً وكذلك إصدار المجلات الطبية المتخصصة كالمجلة الطبية السعودية والتي تعنى بالأبحاث وأوراق العمل وهي مجلة أصبحت على مستوى العالم في هذا المجال وكذلك مجلة عيادة الجندي والتي صدرت بتوجيه من صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام بهدف نشر الثقافة الصحية والإدارية من أجل التربية المتوازنة للجسم والعقل والتي تصدر كل ثلاثة أشهر دورياً بالإضافة إلى العديد من البرامج التوعوية الصحية على مختلف المستويات والشركات الوطنية في مختلف المناسبات.
وكل هذه البرامج التوعوية التي تنفذها وحدات الخدمات الطبية المختلفة تأتي ضمن الدور الوقائي الذي تضطلع به الخدمات الطبية إضافة إلى دورها العلاجي والتدريبي تحقيقاً لشعارها ( جودة العلاج والوقاية والتدريب).
(الخدمة الطبية المتنقلة)
كان لتوجيهات صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام بتسيير حملة الأمير سلطان للرعاية الصحية الأولية لمناطق المملكة المختلقة بالغ الأثر في إيصال الخدمات الطبية للمواطنين في أماكن تواجدهم وتقديم الرعاية الصحية الأولية بكافة أشكالها لهم، والتي هدفت كذلك إلى عمل مسح ميداني للأمراض المستوطنة في كل منطقة ومن ثم إعداد التقارير والإحصائيات التي ستستفيد منها الخدمات الطبية للقوات المسلحة في عملها وتزود بها وزارة الصحة.
وتضم الإدارة العامة للخدمات الطبية للقوات المسلحة عدة مستشفيات متنقلة تشتمل على الكثير من العيادات المتخصصة والتي تحوي كافة الأجهزة اللازمة والحديثة للعمل في الميدان،وتقوم هذه المستشفيات الميدانية بمشاركات فاعلة في المناسبات الوطنية لخدمة الوطن والمواطن واكتساب المهارة والتدريب اللازم للعاملين فيها.
ولا يقتصر عمل المستشفيات الميدانية للخدمات الطبية للقوات المسلحة على العمل في الداخل بل إنها وبناء على التوجيهات السامية الكريمة شاركت في العديد من المناسبات والحملات الاغاثية خارج الوطن في دول إسلامية عدة كان آخرها إقامة مستشفى ميداني في مدينة بغداد في العراق الشقيق لتضميد جراح إخواننا هناك ومعالجة مرضاهم.
(الأدوار التنموية الاجتماعية
للخدمات الطبية)
من الأدوار والمسئوليات الملقاة على عاتق الخدمات الطبية للقوات المسلحة تجاه هذا الوطن المعطاء هو المساهمة في دفع عجلة التنمية سواء طبياً أو تثقيفياً لكافة شرائح المجتمع رجالاً ونساء، وفق ما جاءت به شريعتنا السمحة والعادات والتقاليد الاجتماعية الحميدة، ومن صور هذا الاهتمام ما قامت به الخدمات الطبية بناء على توجيهات صاحب السمو الملكي ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام وسمو نائبه وسمو مساعده للشئون العسكرية لسد احتياج مستشفيات القوات المسلحة من مهنة التمريض بفتح باب القبول في دبلوم التمريض للطالبات في (6) مستشفيات من مستشفياتها، فللمرأة دورها الذي يليق بها في الخدمات الطبية فتجد في مستشفيات القوات المسلحة أن المرأة ولله الحمد حققت الكثير من الانجازات فهناك الطبيبة المميزة والممرضة الماهرة والمسئولة المتفانية في عملها وبلغ عدد الطبيبات السعوديات في مستشفيات القوات المسلحة ما يزيد عن (496) طبيبة وعدد الممرضات السعوديات ما يزيد عن (526) ممرضة.
(الخدمات الطبية في الحج)
وبتوجيهات كريمة فإن للخدمات الطبية مشاركة سنوية لخدمة حجاج بيت الله الحرام وذلك من خلال بعثة متكاملة عبارة عن مستشفى للقوات المسلحة بالمشاعر المقدسة بمنى والذي يتسع ل(50) سريرا ويضم (20) عيادة متخصصة بالإضافة إلى صيدلية مركزية ووحدات للأشعة وكذلك (15) فرقة اسعافية مجهزة تجهيزاً كاملاً من أطباء وممرضين، بالإضافة إلى مركز الطوارئ بدقم الوبر والذي بسعة (220) سريراً كما يقوم أيضاً بمهمة مساندة للدفاع المدني ووزارة الصحة بالمشاعر المقدسة وتجهيز عدد من طائرات الإخلاء الطبي الجوي لهذا الغرض ومساندة مستشفيات القوات المسلحة بمنطقة الطائف بطاقة استيعابية تصل إلى ما يزيد عن (503) أسِرّة.
(كلية الأمير سلطان العسكرية للعلوم الصحية بالظهران)
افتتحت الكلية عام 1409ه تحت مسمى (الكلية الصحية العسكرية بالظهران) برعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام لتكون رافدا مهماً يمد مستشفيات القوات المسلحة بالكوادر الطبية المؤهلة تأهيلاً عالياً في التخصصات الطبية المساعدة وقد صدر الأمر السامي الكريم في تاريخ 1/7/1425ه بتغيير مسماها إلى (كلية الأمير سلطان العسكرية للعلوم الصحية) ورفع مستواها الأكاديمي لتمنح درجة البكالوريوس في تخصص المختبرات الطبية وتخصص التمريض وقد كان لذلك بالغ الأثر في سد حاجة المستشفيات
الاخلاء الطبي
العسكرية للعديد من الفنيين في مجال العلوم الطبية المساعدة من الكوادر الوطنية حيث تقوم الكلية سنوياًَ بتدريب وتعليم العديد من منسوبي الخدمات الطبية في مختلف التخصصات الطبية والإدارية، ويقوم بالتدريس في الكلية نخبة من الخبرات المؤهلة الوطنية والأجنبية حيث يقوم الجهاز الأكاديمي بتنفيذ برامج الدارسات الفنية في المهن الطبية التطبيقية المختلفة.
(معهد الأمير عبدالرحمن
للدراسات العليا لطب الأسنان)
بدعم من صاحب السمو الملكي نائب وزير الدفاع والطيران والمفتش العام الأمير عبدالرحمن بن عبدالعزيز تأسس معهد الأمير عبدالرحمن للدراسات العليا لطب الأسنان عام 1421ه ويهدف إلى التدريب العلمي لأطباء الأسنان داخل المملكة ضمن برنامج الدراسات العليا بالتعاون مع جامعة جنوب كاليفورنيا وذلك وفق اتفاقية يحصل بموجبها المتدربون على شهادة سريرية في طب الأسنان العام المتقدم بعد سنتين من الدراسة دون مشقة الغربة والسفر، وقد أعلن صاحب السمو الملكي الأمير عبدالرحمن بن عبدالعزيز أن المعهد سيتحول إلى كلية من أجل استيعاب عدد أكبر مما يضاعف الإنتاجية للكلية كما تم عمل حساب السنين القادمة في التوسعة من خلال التصميم بحيث تصبح أفضل كلية أسنان في العالم.
(وحدة الأمير سلطان لزراعة الكبد)
استحدثت وحدة الأمير سلطان لزراعة الكبد للأطفال بمستشفى القوات المسلحة بالرياض تحت إشراف الجراحة العامة وكانت أول عملية لزراعة الكبد من متبرع حي لطفلة في العام الأول من عمرها في عام 1998م وتكللت بنجاح تام، وتعتبر نسبة نجاح العمليات في الوحدة على مدى السنين الماضية مرتفعة وتزيد على 93% تقريباً وهي بذلك من أفضل معدلات النجاح لهذه العمليات في العالم.
وبلغ عدد المرضى الذين تم تحويلهم من جميع مستشفيات المملكة منذ بداية عمل الوحدة عام 1998م وحتى عام 2007م أكثر من 600 مريض تم الزراعة ل (130) مريضاً أما باقي الحالات فقد تمت معالجتها.
والوحدة تعتبر الوحيدة على مستوى الشرق الأوسط التي تقوم بمثل هذه العمليات وهي بذلك تغطي احتياجات المملكة والخليج والدول العربية المجاورة والذين تشملهم مكرمة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام للعلاج ضمن الوحدة.
(الإنجازات الطبية)
الإنجازات كثيرة وكبيرة وبأيد وطنية ولله الحمد وعلى مر السنين وتحتاج إلى حديث طويل عنها وكل ذلك بفضل الله ثم بفضل دعم ومتابعة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام وسمو نائبه وسمو مساعده للشئون العسكرية
ونذكر منها إجراء أول عملية زراعة كلى بمستشفى القوات المسلحة بالرياض سنة 1982م وإجراء أول عملية زراعة نخاع العظام بمستشفى القوات المسلحة بالرياض عام 1988ه وكذلك أول عملية لزراعة الكبد من متبرع حي في الشرق الأوسط بوحدة الأمير سلطان لزراعة الكبد للأطفال بمستشفى القوات المسلحة بالرياض في عام 1998م وتكللت بنجاح تام وبعدها أصبحت الوحدة تعمل العديد من عمليات نقل الكبد من متبرعين أحياء أو أموات إلى من يحتاجها سنوياً، كما نجح أطباء مركز الأمير سلطان لمعالجة أمراض وجراحة القلب للقوات المسلحة في إجراء عدة عمليات تعد انجازاً طبياً جديداً في مجال جراحة القلب على مستوى العالم وتضاف بذلك إلى سجل انجازات الوطن الكثيرة وذلك من خلال زراعة صمام رئوي في القلب دون الحاجة لفتح القلب أو وضع المريض على جهاز القلب أو الرئة الصناعي كما نجح الأطباء السعوديون باستبدال الصمام الأورطي بالقسطرة عوضاً عن عملية القلب المفتوح لمرضى كبار في السن ممن لا يتحملون إجراء عملية جراحية للقلب ،ولعل آخر الانجازات الطبية في الخدمات الطبية للقوات المسلحة قيام فريق طبي سعودي من مركز الأمير سلطان لمعالجة أمراض وجراحة القلب للقوات المسلحة بزراعة جهاز في العمود الفقري لتقليل نسبة حدوث الإصابة بالجلطة القلبية.
"سلطان الخير"
لم يدخر ( سلطان الخير) صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام جهدا في مد يد العون إلى كل من يحتاج إلى مساعدة، حيث أمر سموه الكريم بإنشاء مراكز للغسيل الكلوي على نفقته الخاصة في العديد من الدول الإسلامية الفقيرة والتي كانت باكورة هذه المشاريع قد بدأت في جمهورية جيبوتي ومن ثم بوركينافاسو، وكان سموه متابعاً لمراحل المشروعين اللذين تم إنشاؤهما وفقا لأحدث المواصفات الطبية والفنية ، وقد كان لهذه اليد الحانية التي امتدت إلى الأشقاء في جمهورية جيبوتي وبوركينافاسو بالغ الأثر في رفع معاناة من يعانون من أمراض الكلى والفشل الكلوي لمساعدتهم على العلاج بين أهلهم، وأسهمت هذه المراكز في الارتقاء بالخدمة الطبية المقدمة لمرضى الكلى بما تحتويه من وحدة غسيل كلوي متطورة والتجهيزات الطبية اللازمة، ويشتمل المركزان على غرف استقبال وتمريض وعلاج وصالات انتظار ومختبرات ومكاتب إدارية وخزان للمياه ومولد للكهرباء ومحطة لمعالجة المياه.
ومن ناحية أخرى فكان ليد سموه الحانية الدور الكبير في التخفيف من معاناة إخواننا في الصومال وإيران واليمن والعراق ولبنان وآخرها غزة والتي جاءت توجيهات سموه بالنقل والعلاج ففتحت لهم جميع مستشفيات القوات المسلحة وتم علاجهم وإعادتهم إلى بلدهم وهم بصحة جيدة.
(الإستراتيجية المستقبلية ..
خطوات نحو الغد)
إن التجربة والخبرة هي المعين الذي تنهل منه الخدمات الطبية نجاحاتها المتعددة، فعندما تتحول المؤسسة العسكرية الطبية إلى منارة علم، ووجهة للباحثين والدارسين، ومقصد لطالبي العلاج من الداخل والخارج. فهي تضع رمزاً للتميز على كافة فعالياتها.
وهي تنتهج في مسيرتها الحثيثة إستراتيجية عملية حيوية تعتمد على الانفتاح على معطيات التغير الحاصل في عالم اليوم، والتواصل الفاعل مع منجزات العصر ومتطلباته والإفادة من التجارب والتوصيات والقيم العلمية والمهنية، مع عدم التفريط في منجزات الأمس ومستوى العمل المهني الطبي والإداري القياسي الذي تتبعه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.