تيمناً بما ذكر الأستاذ تركي السديري في مقاله الرائع (نعم.. العقل وليس الدين) في 4صفر1431ه، وموافقةً للمعنى الذي ذهب إليه في نسب الخلل في السلوك الإنساني للنوعية العقلية، ولا دخل لدين الإنسان أو عقيدته أو طائفته في ذلك، حيث لا منهاج دينياً يوجه نحو هدم أو عداوات مما تربي عليه "القاعدة". ووقوفاً عند التصور الجميل المنبثق من قوله "إن تداول (الوهم) مشاع بين العرب سواء كانوا مسيحيين أو مسلمين"، وللاستطراد في عرض غرابة بعض أفكار (المتسنّنين) بتشديد النون كما سأسميهم للتفرقة بينهم وبين أهل السنة الحقيقيين، و(التسنّنن): من سن الأداة فهي "مسنونة" أي صارت أكثر حدة، وهذا ما عليه أولئك الذي لا يمكن أن نظلم بهم أهل السنة والجماعة، ومن على نهج رسول الله "صلى الله عليه وسلم" وأصحابه المتعاملين بالسماحة واليسر، ولين الجانب، والدفع بالتي هي أحسن، والمنتمين لدين الوسطية. .. وفي عالم أولئك المحدثين في سنة نبينا "صلى الله عليه وسلم" شاعت قصص ومواقف، أو (طرائف) كما وصفها أ.تركي حين روى أحد أمثلتها، حيث إنهم قد تشعبوا وتوسعوا، بل وتمادوا وبالغوا في التحريف، والتنكيل والتمثيل بقناعاتنا وأمورنا دون تقدير لعقولنا، ولا احترام لفراسة المؤمن في التمييز بين الحق والباطل، واستفتاء القلب. ومن آخر "تقليعاتهم" وبدعهم مثلاً، رسالة نصها: "يا ناس يا عالم أنتم قاعدين تسبون ربكم ولا أحد يدري"، فجوال ( Black Berry) حين تُقرأ تسميته بالعكس أو بالمقلوب فإنها تحمل سباً للرب!، وبناءً عليه علينا أن نتحسب عليهم ونقاطع، بل وجدت في أحد المواقع دعوة من أحدهم وقد اعتبر نفسه غيوراً على الله تعالى، فدعا "لحملة" لتغيير اسم المحمول وإعادته لأصل معناه العربي، فيُقال: (التوت الأسود) كاحتيال للأمر من باب –على ما يبدو- "لست بالخب ولا الخب يخدعني" لأننا لسنا بمخادعين، ولا نسمح بالخديعة من الغربيين!!، وعلى نفس المنوال تستحضر الذاكرة تحريف معنى شعار أحد المحال التجارية عندنا، وكان على شكل "شعلة" واعتبروه يمثل امرأة بلا حجاب وبالتالي هي دعوة للسفور، أو حادثة الذي احتضر إثر حادث مروري وبسبب سماعه للغناء والموسيقى عندما لقن الشهادة بات يردد كلمات الأغنية! ، أو خبر موت الرجل الذي رسم الكاركتير على الرسول محروقاً، وتكتم الدنمرك على الخبر، ورؤيا لأخت من فلسطين قالت: إن من سينشر الخبر فإن الله سيفرحه بعد أربع ساعات، كما أن شخصاً اسمه محمد -أقسم بالله- أنه رأى الرسول في منامه، وقال له: بلغ المسلمين عني، أن من ينشرها خلال أربعة أيام فسوف يفرح فرحاً شديداً، ومن يتجاهلها فسوف يحزن حزناً شديداً!! .. وهذا مما يوقعنا في حيرة تُرى الغرب بالفعل تجاوزوا الخيالات والعداءات (بالحوار)، بينما عجز أصحاب الدين عن ذلك، ولعبوا على وتر مشاعرنا ؟ أم أنها علامات لتلك الأزمان التي أخبر عنها النبي "صلى الله عليه وسلم": (يصّدق فيها الكاذب، ويكذب فيها الصادق، ويؤتمن فيها الخائن، ويخون فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة؟ والرويبضة: هو الرجل التافه أو السفيه حين يتكلم في أمر العامة). .. وإذ لا ننكر أن ثمة عداء وكرهاً لديننا، وتعمداً لإهانة الإسلام والمسلمين، وخططاً مقننة للنيل منه إلا أنه ليس بسببٍ كافٍ، ولا بعذر للتضليل والتحايل على العقول، وتشويه وتلاعب وخدش قداسة الدين وحكمته، وصواب مبادئه باجتهادات من اعتقدوا بأنفسهم أنهم ممثلون له.