استحق فريق الشباب الفوز بالمباراة النهائية على كأس الأمير فيصل بن فهد من أمام الهلال الخميس الماضي، وهو الانتصار الهام جدا للفريق (الأبيض)، الذي عاش مرحلة انحدار مستوى فريقه الأول، وتقهقرت نتائجه بصورة لافتة؛ قادته للتنازل باكرا عن منافسة متصدر الدوري السعودي، واتساع الفارق النقطي بينهما إلى 11 نقطة، وبات إعلان تتويج الهلال بالبطولة مسألة وقت، وأظن أن الشباب كان أحوج ما يكون لبطولة كأس فيصل، نظير رغبته في ضمان الانضمام للائحة الشرفية للأبطال نهاية الموسم، بعد فقدان المنافسة على الدوري، وكذلك أهمية الفوز لإخراج الفريق من نفق التفريط النقطي بالهزائم من الفرق الصغيرة، أو التعادل مع الكبار، وتمكن بالفعل من تحقيق الكأس التي ستمكن الشبابيين من استعادة روحهم الغائبة، وإبعاد شبح الهبوط الحاد في معنويات اللاعبين طوال الفترة الماضية، ونجحت الإدارة إلى حدٍّ بعيد في تهيئة اللاعبين، وتحفيزهم، وساهم التركيز على البطولة والعمل المكثف على خطف كأسها في الأسبوعين الماضيين من قبل الجهاز الفني في حضور لافت في النهائي؛ دعمه التضحية بمباراة هامة أمام الحزم في الدوري، وكان للحيوية والنشاط الذي شاهدنا عليه اللاعبين طوال المواجهة دور في السيطرة على الأمور في الأوقات الحاسمة. والحقّ أن هدوء الشبابيين وقدرتهم على العودة بعد هدف المهاجم عيسى المحياني اتضحت جليا في الشوط الثاني من خلال قراءة المدرب باتشيكو، الذي كان أكثر تركيزاً وحماساً في المباراة، وجاءت تغييراته منطقية؛ خلاف مدرب الهلال البلجيكي مومارت الذي جلس إلى جانبه غيرتس للمرة الأولى، وربما اختلطت بينهما الأمور واختلفت الرؤى؛ فتأثرت القرارات سلباً؛ خصوصا في إخراج لاعب الوسط محمد الشلهوب في وقت حرج وهو الذي كان مصدر خطر، وصنع هدف الهلال الوحيد في المباراة، وربما كان للمدرب غيرتس وجهة نظر بعيدة بالحفاظ على الشلهوب لما هو أهم؛ في سبيل حسم لقب الدوري غداً أمام الحزم، كما أن الاستعانة بالمهاجم ياسر القحطاني كان قرارا غير موفق، ويهمل ضرورات التجانس بين عناصر الوسط والهجوم، ولم تكن الدقائق القليلة التي شارك فيها في المبارة وفي البطولة كلها، والفريق متأخر في الزمن الأخير لتسعفه في فعل شيء، كما أن القرار الذي مسَّ الحراسة وضعها في حرج بالغ. الشباب ليس غريبا على كأس فيصل بعد تأهله للنهائي خمس مرات على التوالي، وفوزه على الهلال قاده للحفاظ على لقبه العام الماضي، والمباراة كانت جميلة، والتحكيم بقيادة فهد المرداسي أخرجها بنجاح. مبروك للشباب كأس فيصل، ومبروك للهلال الدوري، وحظا باسما للفرق الأخرى في البطولات المقبلة.