تعتبر الشمس أحد نجوم الكون التي تجعل منا قلوباً تستشعر عظمة الخالق سبحانه في هذا الكون الذي يسير وفق سنن لا تتخلّف، والشمس هي أكبر جسم في المجموعة الشمسية كما اعتبرت مصدراً مضيئاً (تصدر الضوء بذاتها) ويبعث حرارة (تبلغ درجة حرارتها عند المركز 150.000.000 درجة مئوية). نعني بالطاقة الشمسية الضوء والحرارة الصادران من الشمس، والتي استخدمها الإنسان على مر العصور، فمنذ القدم استخدمت في مجال التخطيط المدني والمعماري لدى اليابانيين والصينيين، وفي زراعة النباتات وتجفيف المحاصيل الزراعية والإضاءة والتسخين والتدفئة والتهوية.. وغيرها، ونستخلص من ذلك أن الطاقة الشمسية ضاربة بجذورها في أعماق التاريخ، وعلى الرغم من كونها مصدراً قديماً للطاقة وتوافرها الهائل على سطح الأرض إلا أنه لم يتم استخدام سوى القليل منها في استخدامات محددة. أما في الوقت الحاضر فإن هناك توجهات عدة في كثير من دول العالم بوجه عام نحو استخدام الطاقة الشمسية لكونها مصدراً نظيفاً جداً ولا ينضب بالإضافة إلى أنها خالية من الأخطار والتلوث البيئي، ولذلك فإن معظم التقنيات والتكنولوجيا المستقبلية تعمد إلى تخفيض استهلاك مصادر الطاقة الأحفورية (مثل الفحم الحجري والنفط) لإشكالاتهما البيئية عموماً.. كما أن العديد من الدول وخاصة الغربية تسعى إلى التقليل من الاعتماد على استيراد النفط، فمثلاً في بعض ضواحي الولاياتالمتحدةالأمريكية لقيت الطاقة الشمسية قبولاً في بعض الصناعات كما استخدمت من قبل بعض الناس في منازلهم عبر المولدات، وكان مبرر ذلك من وجهة نظر المختصين هو رغبتهم في تقليل مخاطر ظاهرة الاحتباس الحراري على الأرض أو ربما يكون بسبب انخفاض تكاليف الخلايا الشمسية.. وفي الولاياتالمتحدةالأمريكية يقوم بعض المواطنين بوضع مولدات في منازلهم بحيث تؤمن لهم احتياجاتهم من الطاقة كما يمكن في وقت الذروة أن ترسل هذه المولدات فائض إنتاج الطاقة إلى الشبكات الكهربائية، وفي المقابل يدفع الأفراد ثمن استهلاكهم للطاقة والذي يحتسب بفائض إنتاج مولداتهم الشمسية من الطاقة ومن الجدير بالذكر هنا أنه بالرغم من هذه الاستخدامات للطاقة الشمسية إلا أنه لا يمكن القول حتى الآن يوجد سوق للطاقة الشمسية وذلك بسبب وجود فرق كبير بين أقل سعر يقبل به المنتج وأعلى سعر يرغب بدفعه المستهلك. تعتمد تقنية الطاقة الشمسية على تحويل الأشعة الشمسية مباشرة إلى طاقة كهربائية بواسطة الخلايا الكهروضوئية (Photovoltaic Cells) والتي تعرف باختصار «أنها أداة إلكترونية صنعت من أشباه موصلات مثل السيليكون، وهي عبارة عن ألواح توجه بزاوية ميل مناسبة نحو الشمس حتى تسقط عليها الأشعة عمودياً، وعند تعرضها للضوء تشكل فروقاً في الجهد عبر أشباه الموصلات وبالتالي يتولد تيار كهربائي. وقد استخدمت في مجالات مختلفة مثل محطات الاتصالات والاستقبال، وحماية أنابيب النفط والغاز الطبيعي، وفي ضخ المياه وتحليتها والإنارة والنقل، وكانت الخلايا الكهروضوئية المصنعة من أنصاف النواقل قبل حدوث أزمة الطاقة عام 1979م باهظة الأسعار وذات تكلفة عالية وهذا ما حد من انتشارها واستخدامها ولكنها في نهاية الثمانينات أخذت طريقها في الانخفاض المستمر. وتتميز الخلايا الكهروضوئية بقدرتها على العمل بكفاءة وجودة عالية ولمدة طويلة تتجاوز العشرين عاماً، ويمكن تطويرها بإنقاص حجمها وتكلفتها، كما أن الطاقة الناتجة عنها نظيفة ولا ينتج عنها تلوث بيئي كما أسلفنا، أما بالنسبة لتحويل الأشعة الشمسية إلى طاقة حرارية يتم بواسطة ما يسمى ب (الأباق الشمسية) والتي تعمل عن طريق تعريض جسم داكن اللون للإشعاع الشمسي حتى يمتص الجسم ذلك الإشعاع فترتفع درجة حرارته. وعلى وجه الخصوص فإن المملكة العربية السعودية - بحكم طبيعتها الجغرافية والمناخية - قد اعتبرت من أغنى بلدان العالم بالأشعة الشمسية، ونجد أنه من واقع التصريحات من قبل الجهات المختصة حول موضوع الطاقة الشمسية فإن المملكة تخطط على مدى طويل الأجل أن تصبح مصدراً - إن شاء الله تعالى - للطاقة الشمسية (الذهب الأخضر) كما أطلق عليها إلى جانب الطاقة النفطية (الذهب الأسود)، وهناك معالم لمشاريع واعدة لاستثمار الطاقة الشمسية في المملكة. * طالبة في جامعة الملك سعود - كلية إدارة الأعمال - قسم الاقتصاد