قرأت في عدد مضى من هذه الجريدة "الرياض" تقريراً من المقدم عبدالله آل خريف قدمه محمد السهلي، ذكر فيه مقترحات لتطوير طريق الملك فهد بمدينة الرياض. ولن أخوض في تلك المقترحات التي تحتاج - لو نالت استحساناً لسنوات، ثم إني لست من أصحابها. وسأذكر فقط أسباب الإزدحام في هذا الطريق، وفي الدائري المحيط بمدينة الرياض، إنها عدة أسباب، ذكر بعضها التقرير، ولكن السبب الرئيسي الذي لم يذكره التقرير، ولا رأيت أحداً ذكره أو تطرق إليه، (لا من المرور ولا من غيره)، والذي رأيته رأي العين، وأراه كلما سلكت هذه الطرق - وليس من رأى كمن سمع - وقد أبديته قبل عدة سنوات (ثم قبل أيام) لمسؤول في هيئة تطوير الرياض (مركز المشاريع)، فلم يستوعبه! والسبب الرئيسي - يا سادة يا كرام - هو من هؤلاء الذين يقودون السيارات، لأن معظمهم لا يعرف من أصول وأنظمة السير (حبة قمح) أقصد حبة خردل، ويسير في هذه الشوارع وغيرها بمركبة (الموتر قرنبع والسواق عليمي)، وكأنه في الصحراء، أو في (الصمان)، لا يولي المسارات أي اهتمام، ولا يعرف أين يجب أن يسير (أي في أي مسار)، فتجده يسير على هونه (الهوينا)، ويسلك المسار الأيسر المخصص للمسرعين أي (المستمرين في سيرهم) الذين يرغبون الخروج من المدينة أو من الطريق كله، فيعطل هذا النشمي السنافي السير ويسبب الإزدحام. أتمنى على المرور أن يهتم بهذه الناحية، وسيجد ما قلته هو الواقع، وعليه أن يسير دوريات (سواء على دراجات نارية أو في حوامات مروحيات أي طائرات (هيلوكبتر) تنبه هؤلاء النشامى (بالنون لا بالغين) إلى ترك المسار الأيسر لأصحابه، ولزوم الأوسط أو الأيمن، لأن معظمهم - كما أسلفت - يسير الهوينا في الأيسر بينما هو يريد الخروج قريباً، وهذا عين الخطأ، وهذا سبب مهم جداً من أسباب توقف المسار الأيسر والمعروف والملاحظ والواقع المؤلم أن كلاً يستطيع قيادة سيارة في الرياض وغيرها ما لم يسبب حادثاً (الشباب، الشيوخ، العمال، القادمون للمملكة من دول ليس بها طرق ذات مسارات متعددة، والقادمون من البادية والقرى وأمثالهم من ساكني المدن، أي لن يسأله أحد من المرور هل لديه رخصة؟ وهل هذه الرخصة أعطيت له بعد أن استوعب وأتقن القيادة وأصولها ونظمها وأنظمة السير والسلامة. أؤكد أن أحداً لن يسأله، ولن يعترض طريقه أحد، ولن يرشده أحد، ولن يعاقبه أحد، حتى لو سبب الزحام وعطل السير و(لخبط) في قيادته، ما لم يرسل أحداً للدار الآخرة أو لورشة الأوادم. يجب على المرور (يا أيها المرور) أن يبث الوعي بين السائقين بمختلف طبقاتهم في وسائل الإعلام وأهمها (التلفزيون) المرآة، ومن ثم: الحزم، الحزم، الحزم، (ثلاثاً)، والمراقبة الدقيقة، وبدون استثناء، وأن لا تقبل وساطة أحد في المخالفين، وهذه مهمة جداً وحيوية وضرورية. أتمنى مرة أخرى ومرات أن يتم التعاون بين المرور وبين بعض الوزارات والإدارات ذات العلاقة لتوعية قائدي المركبات في مدننا وطرقنا ثم الحزم معهم وإلزامهم بالسير بوعي وإدراك وفهم لنظام السير في تلك الطرق. كما أتمنى من المرور الاهتمام بما يجري عند إشارات المرور من تجاوزها الذي يسبب الكوارث، ومن التقدم عليها وانتظار التنبيه ممن خلفه بأنها أخضرت مما يسبب الازدحام الموجود الآن أمامها وشكراً لهم إن فعلوا.