جال فيلم "الليل الطويل" للمخرج السوري حاتم علي الذي تدور قصته حول ثلاثة سجناء سياسيين، في مهرجانات ومدن عديدة، حاز فيها جوائز، لكنه لم يحظ بعد بفرصة العرض في بلده حتى في مهرجان دمشق السينمائي الأخير. ولم يدع فيلم "الليل الطويل" وهو من بواكير انتاج القطاع الخاص الى المشاركة في المهرجان، بعدما احتكرت المؤسسة الرسمية لسنوات طوال الانتاج السينمائي. ويقول كاتب سيناريو الفيلم هيثم حقي ان "الليل الطويل" يروي حكاية ثلاثة سجناء سياسيين يطلق سراحهم، وهو يرصد الارباكات التي تتعرض لها عائلاتهم عند خروجهم، بعدما كانت رتبت علاقاتها وشؤونها في ضوء غيابهم. ومن خلال الحكاية الاساسية حول ابنة سجين تتزوج بغياب ابيها من ابن صديق سابق له في السلطة ينادي الفيلم بالمصالحة، حيث يقول حقي "انه دعوة الى المصالحة، وانهاء هذا الظرف الاستثنائي الذي حصل". ويضيف "لا يمكن ان تحل المشاكل باستمرار التعبئة، بل بالخروج من المأزق". وشارك في الفيلم عدد كبير من الممثلين من بينهم خالد تاجا وأمل عرفة وباسل خياط ورفيق سبيعي وسليم صبري وحسن عويتي وزهير عبد الكريم ونجاح سفكوني وضحى الدبس. وعن امكانية عرضه في سورية يقول حقي "الفيلم ينتظر، فلجنة الرقابة قالت ان الفيلم جيد واشادت به، ولكن لان الموضوع حساس، ويطرح للمرة الاولى، فهو يحتاج الى قرار من جهة اعلى". ويتوقع حقي "ان يعرض الفيلم لاحقا"، مشيرا الى "افلام سورية ممنوعة من العرض منذ اكثر من عشرين عاما، لكنها تعرض في المهرجانات المحلية باستمرار، رغم حرمانها من العرض الجماهيري". المخرج حاتم علي يقول لوكالة فرانس برس ردا على سؤال حول تأخر عرض الفيلم "حتى الآن ليس لدي جواب، لا بالمنع ولا بالموافقة، ولا اعرف الى اين سنصل" مضيفا "نحن اخذنا تصريحا على النص، فانت لا تستطيع ان تصور في سورية خلسة". ولدى سؤاله حول ما اذا كان في الفيلم موانع رقابية يجيب "ربما اثار موضوعه ارباكات، وقد يكون هناك حرج من بعض الموظفين الصغار في المراكز الصغيرة، ومن هنا تفاؤلي بان المشكلة ستحل"، ولكن "جرأة الفيلم تحسب لمصلحة البلد، وتعبر عن انفتاحه، وتعكس هامش الحرية". ويضيف "الفيلم يناقش قضية انسانية بعيدا عن الشعارات، ويعرض المشكلة بحذر". ويقول علي، الذي قدم للتلفزيون العديد من المسلسلات التاريخية، "اننا محتاجون في بلدنا لافلام من هذا النوع، لا تهرب الى التاريخ ولا تنتقي موضوعاتها بعيدا عن المشكلات الحساسة والراهنة". لكن اهمية "الليل الطويل" تقع، بحسب علي، في كونه فيلما من انتاج القطاع الخاص "المدعو لأن يساهم في صناعة السينما السورية" كما فعل في المسلسلات التلفزيونية. ويضيف "من دون هذا القطاع لن يكون هناك حل، هو المتهم بضيق الافق وبحساب الجدوى الاقتصادية". ويؤكد علي "هذا القطاع قادر على تقديم موضوعات مهمة، وان يكون شريكا أساسيا في تقديم أفلام وتحديث صالات عرض، واخضاع السينما لاختبار السوق". ويذكر علي "ان هذا القطاع قدم العام الماضي اقتراحات متنوعة، من فيلم (سيلينا) الى (الليل الطويل)، فالفارق بين النوعين يؤكد ايضا قدرة هذا القطاع على التنوع". وحاز فيلم "الليل الطويل" حسب المخرج، جائزة افضل فيلم في مهرجان السينما الاسيوية في الهند، و"الثور الذهبي" في مهرجان "تاورمينا" لدول البحر المتوسط، وجائزة اتحاد نقاد السينما العالميين، واستحق تنويها في مهرجان القاهرة السينمائي الاخير، وتنويها من لجنة التحكيم في مهرجان روتردام. كذلك شارك في المسابقات الرسمية في مونبلييه وبروكسل ووهران وابو ظبي.