شارك الفيلم الروائي السوري الطويل «الليل الطويل» للمخرج حاتم علي في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي لهذا العام. وعن هذا الفيلم يقول حاتم علي ل «الحياة»: «تدور أغلب أحداث فيلم «الليل الطويل» في الليل حيث يطلق ذات مساء سراح ثلاثة من السجناء السياسيين فيما يتم التحفظ على الرابع. وتتبع أحداث الفيلم ردود أفعال عائلاتهم التي عاش بعض أفرادها تحت ضغط متطلبات الحياة اليومية الصعبة أو هم ينتظرون طوال الليل رجوع ذويهم». شارك في تمثيل هذا العمل السينمائي الكثير من الممثلين السوريين ومنهم «خالد تاجا وأمل عرفة، وباسل خياط وكذلك حاتم علي الذي قام بدور أحد الأبناء المهاجرين إلى فرنسا والذي يعود الى الوطن لرؤية أبيه». يقول حاتم علي: «ما يهمنا من هذا العمل هو توضيح الظروف التي يعيش فيها هؤلاء الأشخاص وهي سيئة كما اننا نريد من خلال هذا الفيلم أن نتطلع إلى الأمام وهذا هو هدف السينما وليس فقط في سورية وإنما في كل البلدان حيث يجب أن تهدف السينما الى التغيير نحو الأفضل». ويشير علي إلى أن المؤلف هيثم حقي له دور كبير في إنجاح هذا العمل خصوصاً أنه عمل كثيراً في الدراما السورية وهو صاحب فكرة العمل بالكاميرا الواحدة، «شاركت معه في مسلسل «دائرة النار» كما انه وضع كتاباً حول السينما والتلفزيون. ولقد أنتج هيثم حقي لي في البداية بوصفه كاتباً أما «الليل الطويل» فلم يكن أول الأفلام التي يشارك بها هيثم حقي في مهرجان للسينما فلقد تقدم من قبل بفيلم «بصرة» لأحمد رشوان وكذلك قدم «روداج» أو «رقصة النسر» لعبد الحميد عبد اللطيف». ويذكر حاتم علي أن «الليل الطويل» نال الكثير من الجوائز ومنها الجائزة الكبرى في مهرجان مدينة تاورمينا السينمائي الدولي في إيطاليا، وكذلك في مهرجانات أخرى كمهرجان «أوسيان ستي» في الهند. وعند سؤاله عما إذا كان هذا النوع من الأفلام سينجح على المستوى التجاري، أجاب: «عندما نتحدث عن وضع هذا الفيلم تجارياً فيجب أن نناقش أولاً الوضع الثقافي خصوصاً أن مثل هذه الأفلام قد لا تناسب المستوى التجاري». ويوضح علي أن أغلب المخرجين السينمائيين في سورية هم في الأصل مخرجون للتلفزيون وهذا يظهر واضحاً من خلال غياب السينما السورية مقارنة بالدراما السورية. ويرجع علي السبب في ذلك إلى الصعوبات السينمائية في سورية ومنها عدم وجود سوق ما يجعل الفيلم السوري يعاني في شكل جدي من أزمة إنتاج وهذا ما أدى إلى تطوير مدرسة الإخراج وخروجها من حدود اللغة. أما بالنسبة الى الرقابة فيشير حاتم علي الى أنه عندما قام هيثم حقي بعرض نسخة من الفيلم للهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون في سورية لم يجد أية مشاكل، بل إن أحد الكتاب أشاد بالسيناريو قائلاً أنه بكى عند نهاية الفيلم ولكن عندما عُرض الفيلم على رقابة الجهات الثقافية لم يقرر السماح بعرضه في الصالات أو ما يسمى بالعرض التجاري بينما أخذ حقي الموافقة على العرض التجاري لفيلم «بصرة» والذي سيعرض في سورية مع انه لم يعرض في مصر بعد. وعن إمكان إخراج حاتم علي لفيلم عربي تاريخي مشترك، يرى أن هذا النوع من الإنتاج مختلف نوعاً ما «فالأفلام التاريخية تواجه مشكلة كبيرة وهي أن السوق العربية سوق محدودة وتعاني أزمة اقتصادية، وأعتقد أن هذا النوع من الإنتاج ليس ضرورة ملحة خصوصاً أن موازنتها ستكفي لصنع خمسة أو ستة أفلام يحتاج المشاهد العربي إلى قيمتها. وفي الفترة الأخيرة كان من المفترض أن أخرج عملاً تاريخياً وهو «محمد علي باشا» من بطولة الفنان يحيى الفخراني إلا أن الفيلم تعترضه مشاكل إنتاجية كثيرة». يذكر أن حاتم علي ولد عام 1962 في سورية ودرس المسرح ونشر كتابين يضمان مجموعة من القصص القصيرة وكتاباً ثالثاً يضم نصوصاً مسرحية، وعمل أستاذاً لفن التمثيل في دمشق وكتب مجموعة من السيناريوات للمسلسلات. وكانت أول جائزة لحاتم علي كمخرج في مهرجان القاهرة للإذاعة والتلفزيون عن فيلم «آخر الليل» مع الكاتب عيد المجيد حيدر وهو اخرج في عام 2009 فيلمين سينمائيين هما «سيلينا» و «الليل الطويل».