" هذه الصحراء امرأة ولابد أن تنجب " ما الذي كان يعنيه الشيخ حمد الجاسر رحمه الله عندما قال هذه الجملة ذات يوما وهو في أوج خبرته ومعرفته بهذه البلاد؟ الذين قرأوا الشيخ وأحبوا الجزيرة العربية لم تبارحهم هذه الجملة التي تحمل في أحرفها أكثر من أمل وأكثر من إنجاب . ظللنا نحن مريديه وأتباعه ننتظر معه ، لكنه رحل ، وتلكم مشيئة الله ، وعشنا بعد رحيله سنين عجافا من التطرف والإرهاب والقاعدة والحروب والموت. كان اليأس سيد الحاضر والمستقبل ، وفي كل عتمة كنا نستعيد الجاسر وجملته المليئة بالأمل والحلم، نغفو ثم نصحو على يأسنا . لم نكن نعرف أن رجلا من أبناء هذه البلاد كان يحلم ، ربما قبل أن يطلق حمد الجاسر جملته الشهيرة . هذا الرجل اسمه عبدالله بن عبدالعزيز . كان يحلم بجامعة علمية تضاهي أرقى الجامعات في العالم ، يحلم ابن عبدالعزيز منذ خمسة وعشرين عاما ،ومنذ خمس وعشرين سنة قال حمد الجاسر جملته ، هاهو عبدالله بن عبدالعزيز يحقق حلمه والكثير من أحلام هذه الصحراء. هو الذي يعرف جيدا أن "هذه الصحراء أنثى ولابد أن تنجب . قبل أيام كرّمَنا جميعا بتكريمه للدكتورة خولة الكريع ، منحها أرفع وسام باسم أبيه المؤسس رحمه الله . في هذه البلاد خولة وأكثر ،وفي كل الميادين ، أعرف سيدة في المدينةالمنورة ، أنجبت لنا ست بنات كلهن طبيبات ، وقبل يومين كانت الدكتورة خولة ضيفة على اثنينية العزيز جدا عبدالمقصود خوجة . كانت بين أخيها وبين عبدالمقصود ، أخيها الأكبر . رأينا في خولة كل نساء الجزيرة العربية عبر تاريخها ، امرأة واثقة ، مطمئنة ، في قاعة محتشدة بالرجال والنساء ، وكأنهم يرددون مقولة حمد الجاسر وعلى مقربة من أحلام عبدالله بن عبدالعزيز التي تتحقق كل يوم أطال الله في عمره .