يأتي للحس الشعري وقعه الذي يؤثر في نفس المتلقي دائماً، وينساق خلف مفردات تأتي عذبة ومشوبة بالألم والحزن في صورة عذبة كما ارادها الشاعر المتمكن .. الشاعر الفذ محمد بن لعبون استطاع تطويع المفردة بحرفة وذكاء فطري ودقة وصف في هذا البيت يقول : كيف تنساني وانا مازل يوم عيوني من بكاها ذارفات بالتمعن هنا في هذا البيت نجد أن الشاعر قد وصل إلى حدٍ كبير جداً من التعب والألم فهو يتساءل وباستغراب عن نسيان تلك المحبوبة له، وعن ذلك الهيام الذي تغلغل في داخله لها، ثم انه في نفس الوقت يدلل ويؤكد بأنه لم يمر عليه يوم وهو لم تغمض عيونه نوماً وراحةً.. وهي من ارادات نسيانه.. هنا صورة جميلة صُبغت في مفرده عذبة ترقى إلى ذائقة المتلقي في كل الأحوال. وعليه فإن الإبداع الشعري لم يكن قريباً لنا. بل كان منذ أن بدأ شعراؤنا القدامى نظمه لأن لديهم عوامل إبداعية لعل من أهمها بيئتهم التي عاشوا فيها بمصداقيتهم العاشقة والعاطفه الفذة.