نجح المشروع الوطني لتنمية الموارد البشرية السياحية " تكامل" بالهيئة العامة للسياحة والآثار، في تمكين الأسر المنتجة من تصنيع وتسويق منتجاتهم الشعبية من خلال تدريب وتأهيل الحرفيين والحرفيات وعقد اتفاقات لتسويق منتجاتهم مع عدد من منشآت القطاع الخاص . وقال محافظ الطائف رئيس مجلس التنمية السياحية فهد بن عبد العزيز بن معمر:إن مثل هذه الجهود ستعزز تسويق المنتجات الشعبية والتقليدية ، وتساعد على توفير مصادر دخل للأسر التي تعتمد على الحرف اليدوية . نجاح كبير لهيئة السياحة وأوضح د .عبدالله بن سليمان الوشيل مدير عام المشروع الوطني " تكامل " أن القدرة التي أظهرها الحرفيون والحرفيات الذين دربهم المشروع وقام بتأهيلهم ومن ثم العمل على دعم تسويق منتجاتهم يعكس نجاح الهيئة العامة للسياحة والآثار في تمكين هؤلاء الحرفيين والحرفيات في المجال الذي اختاروه وبرعوا فيه وهو مجال الحرف اليدوية والصناعات التقليدية، كما أن هذا النجاح يمتد ليحقق هدف الهيئة الرئيسي في هذا الجانب والمتمثل في الحفاظ على تلك الصناعات والحرف من الاندثار وتبنيها على أنها منتجات سياحية نفخر بها، ومصدرا للدخل لتلك الأسر. وقدم شكره لشركاء المشروع في هذا البرنامج ، وأضاف أن المرحلة التالية لتمكين الحرفيات من الاعتماد على أنفسهن في تصنيع وتسويق منتجاتهن ستأتي من خلال صندوق تنمية الموارد البشرية الذي يدعم مشكوراً وبلا حدود برامج المشروع ويتمثل في مشروع تعمل الهيئة عليه الآن لعمل حاضنة أعمال لثمان من الحرفيات واللاتي تم تدريبهن وتأهيلهن من قبل الهيئة لمدة ثلاثة أشهر وتقديم الدعم المادي والمساندة لهن لإبراز مشاريعهن الشعبية التجارية لمدة سنتين ، مؤكداً حرص صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار على تركيز الجهود على تمكين المجتمع المحلي من تقديم الخدمات المتعلقة بالقطاع السياحي وقطاع التراث والآثارعلى أعلى مستوى بعد أن تقدم الهيئة من جانبها التدريب والتأهيل المتطور للمواطنين في جميع قطاعات السياحة والآثار. رواج للحرف والصناعات وساهم انتعاش النشاط السياحي في الطائف الى عودة الرواج للحرف والصناعات التقليدية مرة أخرى في محافظة الطائف بعد أن شارفت الكثير منها على الاندثار وأسهمت المهرجانات والبرامج والفعاليات السياحية المتتابعة التي تنظمها الهيئة العامة للسياحة والآثار في المحافظة على الموروثات الحرفية حيث إن هناك العديد من الأهالي يمارسون عدداً من الحرف والصناعات القديمة والمرتبطة بالنشاط الاقتصادي للسكان، ومن هذه الحرف والصناعات التقليدية في محافظة الطائف صناعة النجارة وتبرز هذه الصناعة كأحد أقدم الحرف التي كان يمارسها السكان منذ حقب تاريخية متعاقبة، وما زالت "الرواشين" الخشبية بنقوشها الزخرفية المتباينة تمثل ذلك الحس الحرفي المرهف لأهالي الطائف في العقود الماضية ورغم التطور الذي طال هذه المهنة، إلا أن العديد من كبار السن ما زالوا يمارسونها بحرفية عالية . وفي سوق البلد تبرز صناعة المنتجات الفخارية التي تتركز في بعض المواقع ومنها شارع هدية بالمنطقة المركزية بالركن الغربي لسوق البلد ينتشر باعة المنتجات الخزفية التي تشمل المشربيات والتي كانت وما زالت تستخدم في تبريد مياه الشرب والأزيار والأواني الفخارية ذات الأشكال المختلفة وأحواض الزهور الفخارية التي تأخذ أشكالاً متنوعة، وجميعها تنتج بالطائف . التحول الحضاري ليس عقبة وأكد المدير التنفيذي لجهاز التنمية السياحية بالطائف الدكتور محمد قاري السيد أن الهيئة تدعم الحرف اليدوية والصناعات التقليدية المختلفة لانها تمثل جانباً مهماً من الموروث الشعبي للمنطقة ، والطائف زاخرة بالحرف والحرفيين المهرة فمثلاً بالمنطقة المركزية وحراج الزل يلاحظ وجود بعض المحلات المتخصصة في صيانة وصناعة الأسلحة حيث لم يشكل التقدم الحضاري عقبة أمام عدد من الحرفيين الذين يمارسون صيانة الأسلحة البيضاء والبنادق في سوق البلد بوسط المدينة، حيث ما زالت هذه الصناعة رائجة بسبب استخدام البنادق والسيوف والخناجر في المناسبات الاجتماعية والأعياد والاحتفالات بشكل كبير . وفي ركن من سوق البلد مواقع تبيع المنتجات الخوصية التي يقبل عليها السائحون وتتوفر في الريف الخامات الأولية لهذه الصناعة التقليدية التي ما زالت تلقى ذلك الرواج المرتفع، وتتميز ربات المنازل في تشكيل الخوص كيفما يشأن ، وتبرز التشكيلات الجمالية في الحصير والزنابيل والمراوح المنتجة بأنامل مصوغات ذهبية وفضية تقليدية مازالت تلقى رواجاً اكتسبت مهارة فائقة في تطويع الخوص لخدمة الأغراض الحياتية المختلفة . ولم يطغ النمو الحضاري على صناعة المنتجات الخشبية حيث تتنوع المنتجات الخشبية التي ينتجها الحرفيون بالطائف ما بين صناعة الصحاف والتي تستخدم عادة كوعاء تقدم فيه المأكولات الشعبية الشهيرة بالمحافظة، والعديد من الأدوات المنزلية التي تستخدم في أعداد المأكولات وعلى موائد الطعام كالملاعق والأوعية الخشبية التي تستخدم للدق والفرم والتقطيع، وهناك الأبواب والشبابيك الخشبية التقليدية. الصناعات الجلدية ونوه مسؤول التسويق بالجهاز الاستاذ طارق خان بشهرة الطائف وعراقتها في الصناعات الجلدية المختلفة وفي حرفة الدباغة ويقول لازالت بعض المحلات في سوق البلد تبيع الأحذية الجلدية المحلية وقرب الماء والأحزمة والأغمدة والمحافظ التي يتم خرازتها بالطائف حتى الوقت الحاضر .. ولعل صناعة الغزل ونسيج الصوف من أقدم الحرف التقليدية بالطائف نظراً لتوفر الخامات المطلوبة على نطاق واسع بسبب ممارسة الكثير من الأهالي للرعي كمهنة رئيسية، وعلى الرغم من انحسار هذه الحرفة في ظل النمو الحضاري بالمدينة، إلا أن القرويين ما زالوا ينتجون نسج الحقائب والمفارش وأنواعاً من الملبوسات من الصوف الخالص . وفي وسط سوق الطائف محلات متخصصة في إنتاج المشغولات الفضية، ومن أهمها الحلي الفضية النسائية، ومقابض الخناجر والسكاكين علاوة على الأحزمة التي يتم تطعيمها بالفضة . وتشد صناعة تطريز الملابس الرجالية والنسائية الاهالي والزوار حيث تعرض الملابس التقليدية المطرزة بألوان زاهية في محلات لخياطة وحياكة وتفصيل الملابس التقليدية التي ما زال الإقبال عليها مستمراً في المناسبات الاجتماعية والزواج والأعياد والاحتفالات الوطنية، وتبرزمهارة الحرفيين في هذا المجال من خلال تسخير الألوان الطبيعية لحياكة أنواع من الملبوسات في قوالب جمالية . أزياء شعبية نسائية تشتهر بها قرى الطائف كما ان الطائف اشتهرت عبر الأجيال بزراعة الورد الطائفي وصناعته، وانفردت بأسرار هذه الصناعة المميزة، وكان عطر الطائف الذي يستخرج عن طريق التقطير، ويخلط بماء زمزم يستخدم لغسل الكعبة وتطييبها به، ولعطر الطائف عشاقه داخل المملكة وخارجها، وفي سوق الطائف المركزي تنتشر محلات تجارية مخصصة لبيع العطر وماء الورد، تملكها عائلات مشهورة بهذه الصناعة، وينقل المهتمون بهذه الصناعة أن عدد مصانع الورد التقليدية قد وصل إلى أكثر من مئة مصنع ، يقع أكثرها في ضاحيتي الهدا والشفا . يذكر أن الهيئة العامة للسياحة والآثار ممثلة بمشروع " تكامل " كان لها دور ريادي في مجال تمكين الحرفيين والحرفيات حيث قام المشروع بتدريب وتأهيل (1091) حرفياً وحرفية من خلال (69) برنامجاً تدريبياً في مختلف مدن وقرى المملكة إضافة إلى إنشاء تسع حاضنات أعمال كان لها الدور البارز والفعال في رفع جودة منتجاتهم وتسويقها باحترافية وتسعى الهيئة مع شركائها الى تعميم التجربة على مستوى المملكة لتعم الفائدة جميع الفئات المستهدفة ولتكون حافزا على بيع المنتجات من خلال هذه المنافذ ، وكذلك حافزا للتفكير ببدء أعمالهم الخاصة عن طريق التسويق المباشر متى ما توفرت الخبرة والإمكانات المادية، وهذا ما نسعى الى تحقيقه في القريب العاجل ان شاء الله .