أكدت الهيئة العامة للسياحة والآثار أن دعم وتنمية الموروث الشعبي من خلال دعم الحرف والصناعات اليدوية ماديًا ومعنويًا، يعد أحد اهتماماتها الرئيسة ضمن خططها لتنمية التراث والسياحة الثقافية في المملكة، خاصة مع تنوع الحرف والصناعات اليدوية ودورها في توفير فرص عمل لفئات عديدة من المواطنين في مختلف مناطق المملكة، إضافة إلى أهميتها في تنشيط الفعاليات السياحية في المملكة. وأوضحت الهيئة أنها تعمل على تذليل الصعوبات التي تواجه الحرف والصناعات اليدوية، مثل المنافسة الشديدة من العمالة الوافدة، وكثرة ظهور المنتج المصنع آليًا، وتلاشي أصول التعليم والتدريب، وصعوبة تمويل إنتاج المصنوعات التقليدية وتسويقها، وهو ما أنذر بانحسار صناعة الحرف والصناعات التقليدية بالمملكة. وقالت: إنها تنبهت إلى المخاطر التي تواجه الحرف اليدوية، وسارعت بإطلاق مشروع وطني لتطويرها، حيث يهدف المشروع إلى تنمية الحرف اليدوية ل (20) ألف حرفي وحرفية في المملكة، ليكون قطاعًا اقتصاديًا يسهم في دعم الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفقر والبطالة، وتقليل معدلات الهجرة إلى المدن. وأشارت هيئة السياحة إلى أنها انتهت من إعداد استراتيجية لتطوير قطاع الخرف وتنميته، وتضم الحرف التي تستهدفها الاستراتيجية (45) مجموعة من الحرف والصناعات التقليدية، وتتفرع منها قائمة من المنتجات اليدوية تشمل: صناعة السبح والأحجار الكريمة، المنتجات الفخارية، الخوصيات، الجلديات، الفضيات، الأسلحة التقليدية، المنتجات الحديدية لأغراض الزراعة، صناعة البشوت والأزياء الشعبية، صناعة الشباك والأقفاص والمزهريات والدلال والأحذية التقليدية والحلويات الشعبية والصناعات المرتبطة بمواد البناء التقليدية. ونفذت الهيئة الكثير من المهام الخاصة بالحرف، منها إنشاء (5) مقرات دائمة للحرفيين في عدد من المناطق لمزاولة الأعمال الحرفية وتسويق منتجانهم، ويجري العمل على تنفيذ (9) مقرات أخرى، كما أطلقت الهيئة (42) برنامجًا تدريبيًا للحرفيين استفاد منها (1502) حرفي وحرفية. وبيّنت الهيئة أنه كان من اهتماماتها الرئيسة ضمن خططها لتنمية التراث والسياحة الثقافية في المملكة تحفيز الحرفيين على مزاولة حرفهم في الأسواق الشعبية والمهرجانات والفعاليات السياحية والثقافية، وتشجيعهم على التعريف بمنتجاتهم والانطلاق إلى افاق تطويرها. وأضافت أن سمو رئيس الهيئة قام بتوجيه خطاب إلى سمو النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز، للنظر في توجيه الجهات الحكومية والأهلية بأن تكون الهدايا التي تقدم في مناسباتها من منتجات الحرف والصناعات اليدوية، واقترحت الهيئة أن تكون هدايا ضيوف المملكة الأجانب من منتجات الحرف والصناعات اليدوية السعودية، وذلك لإبراز ما تمتاز به المملكة من إرث حضاري متنوع، ودعم لمنتجات الحرف المميزة. وأوضحت الهيئة العامة للسياحة والآثار أنها في إطار دورها للتعريف بالحرف اليدوية ودعمها قامت بتحصيص مواقع للحرف التقليدية في الفعاليات السياحية، ومنها ملتقى السفر والاستثمار السياحي السعودي، وقد جذب الموقع المخصص للحرفيين في الدورة الماضية الزوار لمشاهدة الحرفيين في الملتقى. وقد حملت مشاركة الحرفيين في ملتقى السفر والسياحة معاني عديدة، تتمثل في استمرار الهيئة العامة للسياحة والآثار على التعريف بالحرف اليدوية، والمحافظة عليها من الاندثار، ودعم الحرفيين عبر إيجاد فرص استثمارية لهم، من خلال الدعم المادي كإيجاد تمويلات من بنك التسليف السعودي، ودعم معنوي من خلال تحمل تكاليف مشاركاتهم في مختلف المعارض والمناسبات. وشهدت القرية التراثية التي أقامتها الهيئة في ملتقى السفر والاستثمار السياحي إقبالًا كبيرًا، واستوقف الحرفيون الذين شاركوا في القرية الثراثية، الكثير من زوار الملتقى. ويقول أحمد الفوزان الحرفي النجار من منطقة القصيم وهو أحد المشاركين في القرية التراثية التي أقامتها الهيئة على هامش ملتقى السفر والسياحة، إنه كان يشاهد والده وهو يصنع الأبواب والشبابيك الخشبية، مشيرًا إلى أن دعم الهيئة له أسفر عن تقديم بنك التسليف قرضًا له بقيمة 392 ألف ريال. وشرح الفوزان كيفية صناعته للأبواب، وقال: إن صناعة الأبواب الخشبية تمر بمراحل أولها قطع أشجار الأثل التي تؤخذ منها الأخشاب، وتترك بعدها لمدة ثلاث سنوات لتجف بشكل كامل، بعدها تقص على شرائح، ثم تبدأ تكبس، بعدها تمر في عملية النقش، قم التلوين، ثم الخط بالألوان. وأضاف أنه بدأ في عملية تطوير حرفته بناء على رغبة الزبائن باستخدام الحديد، لكنه استدرك بأن الأبواب المصنوعة من الخشب تعمّر لسنوات طويلة قد تصل إلى 200 سنة.