تأسرك لحظات مطاردة الظل تستولي عليك بتفاصيلها ومهما تعددت أساليب هروبك منها تظل مجرد أمنيات وتخطيطات غير قابلة للتحقق. دوماً عجزت عن صد لهب ذلك الظل الذي اعتاد أن يلفحك وأنت في أماكنك. حاولت اختراع مخارج جديدة للهروب والبحث عن دوائر الاختباء حتى وإن كانت تنام خلف صوت الريح حاولت ترتيب لحظات الهروب منه بهدوء وتروّ وتعقل وكأنك تحاول أن تجمع كلمات الشفرة وتعيد ترتيبها. *** تطارد الظل وكأنك مأسور بسحره هكذا ببساطة كنت تشعر بأنه يسبقك، لكن لا تبتعد خطواتك في اللحاق به. بل قد تشعر أحياناً بأنك أمام مطاردة من المستحيل أن تتوقف مطاردة تطوقك نيران الاستمتاع بها حتى تصبح عاجزاً عن البوح أو الحديث عن تفاصيلها مع أحدهم. *** وأنت تواصل تلك الرحلة الحياتية تبحث دائماً عن المُسمى ولكن لم تبحث يوماً عن مفردات تحد تستطيع من خلالها التوقف لم تفكر يوماً في قراءة روايتك التي تكتب كل يوم بخيباتها، وسقطاتها، واحتراق شخوصها بآلامها الموجعة، وأحلامها الممزقة وحروفها التي تواصل تبدّلها تطارد ظلك، أو سيطارد أحدكما الآخر كل ذلك الزخم اليومي المتواصل من المطاردة ولم يتوقف أحدكما عنها من يطارد من؟ ومن يريد أن يكسر حدود هذه المطاردة؟ ولماذا يهرب كل منكما عن البحث عن النقطة الأبعد ولا يحاول أن يبدأ بها؟ أو يستحضر لحظة غادرت ثم حضرت بالظل دون موعد ونثرت كل هذه العواصف؟ *** لم تبحث أو تحاول أن تسير بعكس ظلك فذلك تفكير غامض ولا مستقبل له لأنك دوماً شعرت أن روحك تواصل انطلاقها عبر فضاءات لا سماء لها وأنت تسعى بصمت خلف ظلك. وأنك لا تمشي خلفه مجبراً أو مكرهاً حتى تصطدم بما هو أمامك وتلامسه وتفتقد توازناً كثيراً ما ساعدك بأن تظل مصغياً لما هو ثابت. *** يعتقد الآخرون أنك تكتشف توترك وأنت تطارد ظلك وأن طوفان الهروب له الحق أن يفوز ذات يوم ويفتح المدى على مصراعيه للمغادرة. *** بعض الأحيان علينا فقط أن نمتلك مساحة محدودة من البياض تكفي لغسل كل ما حولنا ومن النفس الطويل لتتمدد الرؤية بعيداً عن التوقف أمام تخلّق الوسائل المعقدة أو الأسئلة التي لم تتوقف عن الطرح فقط أنت ذاهب إلى ذلك الذي لا يأتي إليك.