برز منذ مدة ليست بقصيرة مجال بحثي مثير للجدل يدعى تحليل المؤلف الشرعي (forensic authorship analysis)، ويعنى هذا المجال بدراسة طريقة الكتابة لشخص ما وتحليل أنماط وأساليب كتابته لأغراض حل الجريمة. وقد استفيد من هذا المجال في تحليل الرسائل المطبوعة والإلكترونية وأيضا رسائل الجوال النصية. وبما أن الرسائل النصية تمثل جزءاً كبيراً من الاتصال الكتابي عبر الهواتف الجوالة، فقد تم تسخير مجال تحليل المؤلف الشرعي لتحليل أنماط الرسائل النصية لمئات من الناس وذلك لمساعدة الشرطة في التحقيقات الجنائية. ففي جريمة قتل الفتاة دانييل جونز ذات 15 ربيعا في عام 2002م أثبتت نتائج تحليل الرسائل النصية إدانة ستيوارت كامبل بالقتل. وبعد تحقيق الشرطة، تم وضع عمها ستيوارت كامبل للمحاكمة بتهمة اختطاف وقتل دانييل. وقد أظهرت نتيجة التحليل اللغوي من قبل الطب الشرعي للرسائل النصية المرسلة من جوال دانييل بعد اختفائها بعض الاختلافات في هجاء الكلمات قبل وبعد اختفاء دانييل. وقال الادعاء إن الرسائل التي بعثت في وقت لاحق من جوال دانييل كان بأسلوب السيد كامبل بعد أن اختطفها وذلك باستخدام هاتفها الجوال. وقد يرجع السبب في الاهتمام بتحليل الرسائل النصية في مسرح الجريمة هو أن الرسائل النصية تطورت إلى حد تسمح للأنماط الفردية بالبروز. لذلك عندما يرسل المجرم الرسائل من هاتف الضحية وذلك لطمس معالم الجريمة فإنه في الواقع يدين نفسه. وختاماً، أكاد أجزم أنه باستطاعتنا معرفة من هو مرسل رسالة ما حتى قبل النظر في اسمه على الشاشة، وذلك لتعودنا على أسلوبه، وقد تعتبر هذه أحد آثار مجال تحليل المؤلف الشرعي.