كانت نيكا شيتوين طفلة صغيرة عندما أصبحت ضحية واحدة من أسوأ فضائح الأخطاء في التشخيص بالسرطان في بريطانيا. كما قيل لها إن العلاج من المرض قد أصابها بالعقم الدائم. واليوم تحتفل نيكا (25 عاما) وعائلتها بما يعتبرونه «معجزة» بعد أن وضعت صبيا معافى وهو ابنها جوسكار قبل أسبوعين من الموعد المتوقع لولادته بوزن ثلاث كيلوغرامات.. وكانت محنة نيكا قد احتلت الصفحات الأولى للصحف البريطانية في عام 1993، عندما كان عمرها ثمانية أعوام حيث فقدت كامل شعرها بسبب العلاج الكيميائي بعد ان ظلت تتلقى العلاج المكثف على أساس تشخيص خاطئ بالسرطان من قبل استشاريين واضطر الأطباء إلى إفادتها بأنها من المؤكد أنها لن تنجب أطفالا في المستقبل. وكان الآلاف من المرضى قد اخضعوا لفحوصات جديدة وعشرات حصلوا على تعويضات بعد أن اكتشف الأطباء أنهم قد وصفوا علاجات من السرطان بدون داع. ومع ذلك لم يتلق والدا نيكا فلسا واحدا، لأنها كانت بالفعل تعاني من مرض السرطان، ولكن من نوع مختلف عما تم تشخيصه بها. وظلت عائلة نيكا تتساءل عما إذا كان مصير ابنتهم قد تحدد بشكل دائم وما إذا كان العلاج الذي تلقته ضروريا. وبمساعدة من خبراء السرطان تم في وقت لاحق إعلان خلو نيكا من المرض، ولكن لم يجرؤ احد على إعطائها الأمل في أنها سوف تكون قادرة على الحمل بشكل طبيعي. وتقول والدتها كارين: أتذكر أنني كنت أتمشى معها في الوقت الذي كان فيه رأسها خاليا تماما من الشعر بسبب العلاج عندما قالت لي: يا ماما إنني أرغب في إنجاب طفل يوما مما جعل عيناي تدمعان."وعندها قال لها زوجي:": "سنفعل كل ما يتطلبه الأمر، وسنقوم حتى بيع المنزل لتحصلي على أفضل علاج طبي. لقد حقق الله لنيكا ما أرادت. أما بالنسبة لنا فقد أصبح لدينا أول حفيد ، إنها حقا معجزة ". وقد اصيبت نيكا وزوجها شون اودونوفان، وهما من بريتويتش بمانشستر الكبرى بالصدمة عندما اكتشفا أنها حامل - لأسباب ليس أقلها أنها كانت تتعاطى أقراص منع الحمل لتنظيم الهرمونات لديها. وتقول نيكا: لم اصدق بنسبة 100 في المائة بأنني كنت حاملا إلى أن أنجبت بالفعل." وكانت نيكا في السابعة من العمر عندما تم اكتشاف وجود تورم مثير للشك في ربلة ساقها. وأخذ الأطباء خزعة وأرسلوها إلى مستشفى سيلي اوك في برمنغهام لتحليلها من قبل الدكتورة كارول ستاركي، التي شخصت وجود ورم سرطاني. وبعد خضوعها للجراحة، خضعت نيكا لإجمالي 18 جلسة مضنية من العلاج الكيميائي في مستشفى رويال مانشستر للأطفال. وفي غضون ذلك كان القلق يتصاعد حول أداء الدكتورة ستاركي التي تقاعدت لأسباب صحية لاسيما أن أكثر من 2000 حالة عالجتها قد أعيد فحصها. وكشفت الفحوصات اللاحقة عن أن نيكا تعاني من نوع مختلف من السرطان، ولكن تعين على الأطباء المضي في نفس المسار الأصلي للعلاج. وقال والدها، فيليب، معلقا: «الشيء الفظيع هو أننا لن نعرف أبدا ما إذا كان علاج أقل وطأة كان يمكن أن يسهم في علاج نيكا بأقل قدر من الاثار الجانبية».