سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الأمير سلطان بن سلمان: قضية التراث في المملكة تمر بمرحلة تاريخية مهمة يجسدها هذا التحول الكبير في استيعاب مفهوم التراث رعى حفل توزيع جوائز التراث العمراني للطلاب
رعى صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس مؤسسة التراث الخيرية ورئيس اللجنة العليا لجائزة سموه للتراث العمراني حفل توزيع جوائز الدورة الثالثة (السنة الأولى - لطلاب كليات العمارة والتخطيط) الذي نظمته الأمانة العامة لجائزة الأمير سلطان بن سلمان للتراث العمراني، في السابع والعشرين من شهر المحرم 1431ه الموافق 12 يناير 2010م، بقاعة حمد الجاسر في جامعة الملك سعود بمدينة الرياض. وقد شهد الحفل نخبة من المفكرين والصحفيين والعلماء والمتخصصين والمهتمين من الطلاب والدارسين وأساتذة الجامعات من كليات العمارة والتخطيط، وفور وصوله تجول سموه في المعرض المصاحب لحفل الجائزة، ضمن برنامج الجائزة الثقافي المعد، وشاهد سمو الأمير سلطان وحضور الحفل عرضاً توثيقياً شاملاً عن المشروعات الفائزة بالجائزة في هذه الدورة. وأعرب سمو الأمير سلطان، في كلمته عن سعادته بالنقلة النوعية لقضية التراث العمراني، مشيراً إلى أن ما تشهده جامعة الملك سعود لم يكن تغييراً في المباني والمشروعات فحسب، إنما تحول كبير في العقول لمصلحة التراث العمراني، أي تعزيز مفهوم التراث بأبعاده المختلفة، مؤكداً سموه أن هذا التحول يُعد انتصاراً على التمنع الذي كان سائداً في السنوات القليلة الماضية، ويمثل نقطة انطلاق بمفهوم التراث العمراني الوطني نحو العمارة الحديثة، وما صاحبها من تطوير وتحديث، مبيناً سموه أن الأهداف السامية التي تسعى الجائزة إلى تحقيقها تنسجم تماماً مع ما تشهده المملكة العربية السعودية من نهضة عمرانية شاملة، تجعل من التراث العمراني كائناً حياً وعنصراً فاعلاً في مجالات الحياة المختلفة الاقتصادية والسياحية والاجتماعية وغيرها. وأبان سموه أن الصحوة المعمارية جعلت المباني القديمة الآيلة إلى السقوط تحظى باهتمام كبير يجعلها مباني قائمة قابلة للنهوض بذات العناصر التراثية الأصيلة، لا لتكون شواهد من الماضي فحسب، بل تجسد مشروعات تنموية في الحاضر والمستقبل إن شاء الله. وأشار سموه إلى أن قضية التراث في المملكة العربية السعودية تمر بمرحلة تاريخية مهمة، يجسدها هذا التحول الكبير في استيعاب مفهوم التراث، والانتقال بالتراث العمراني من ثقافة الازدراء إلى الارتقاء إلى درجة احترامه والعناية به، مبيناً أن هذا النجاح لم يكن ليتحقق لولا تضافر جهود عدة مؤسسات وشركات وجهات وطنية كثيرة، على رأسها مؤسسة التراث. وقال ان هذه الجهود ستتوج قريباً في المؤتمر الدولي للتراث العمراني في العالم الإسلامي المزمع انعقاده في أبريل المقبل من هذا العام برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، حفظه الله، مؤكداً سموه أن هذه التظاهرة الثقافية ستشهد عرض جميع مقومات المملكة التراثية الفريدة للعالم أجمع، ليقف الجميع على ما شهده التراث في هذه البلاد من نقلة نوعية وتحول كبير. وفي نهاية الحفل تم توزيع جوائز الدورة الثالثة (السنة الأولى - لطلاب كليات العمارة والتخطيط) على الطلاب الفائزين في فروع الجائزة الثلاثة: (التراث العمراني، والحفاظ على التراث العمراني، والجائزة التقديرية)، حيث فاز بجوائز مشروع التراث العمراني ثلاثة طلاب هم: عبدالمعين محمد بوقس، كلية تصاميم البيئة، جامعة الملك عبدالعزيز، بالجائزة الأولى عن مشروع القرية الثقافية الترفيهية بوادي فاطمة، وفؤاد محمد حسن عمار، كلية الهندسة والعمارة الإسلامية، جامعة أم القرى، بالجائزة الثانية عن تطوير منطقة حي البيبان بمكة المكرمة، أما الثالثة (الجائزة التقديرية) فقد فاز بها عبدالوهاب أحمد الجبر، جامعة الملك فيصل، عن منتجع النخلة. فيما تشارك في الجائزة الأولى لمشروع الحفاظ على التراث العمراني كل من: صالح عبدالواسع شيهون، ومشعل محمد الميمني، وأحمد صالح الجهني، ومحمد عادل ناس، ومحمد فضل شيهون، كلية تصاميم البيئة، جامعة الملك عبدالعزيز عن مشروعهم: "جدة التاريخية: دراسة حضارية ومحاولة للفهم بطريقة منهجية"، وتشارك في الثانية ثلاثة طلاب هم: هاني الحارثي، وخالد الدوسري، وسعد مغنم، جامعة الملك عبدالعزيز، كلية تصاميم البيئة، عن توثيق وإحياء درب كرا الأثري. أما الثالثة (الجائزة التقديرية) فكانت من نصيب لواء محمد أحمد كابلي، كلية العمارة والهندسة الإسلامية، جامعة أم القرى، عن مركز الملك عبدالعزيز التراثي (جدة التاريخية). أما جائزة مشروع بحث التراث العمراني، فقد انفردت بها المهندسة نوف بنت محمد بن فهد آل سعود، كلية العمارة والتخطيط، جامعة الملك فيصل، وكان المشروع للاستخدامات الحديثة للمباني القديمة: قصور الدرعية نموذجاً.. وهو بحث باللغة الانجليزية لمرحلة الماجستير في العمارة.