َ تردد خلال اليومين الماضيين في مدارس تعليم البنات في محافظة شقراء والهجر التابعة لها أن معالي الأستاذة نورة الفايز نائبة وزير التربية والتعليم لشئون البنات سوف تقوم بجولة على المدارس في هذه المحافظة خلال الأسابيع المقبلة لتفقدها وتفقد أوضاعها والوقوف على متطلباتها والاستماع إلى المعلمات والوقوف عن قرب على أوضاعهن وتلمس احتياجاتهن واحتياجات تلميذاتهن فيما يخص الوضع التعليمي ومحاولة تحسين ما يحتاج إلى تحسين.. الخ. إلا أننا ما زلنا وبكل ألم نجري عكس تيار أولياء الأمر منا والمسؤولين المخلصين في هذا البلد... ونحاول طمس السلبيات أو تزويرها لتظهر على أنها ايجابيات وأن الوضع جيد وممتاز حتى تنتهي زيارة هذا المسؤول ويعود أدراجه.. وما دفعني إلى هذا القول هو أنه حال سماع مندوبيات ومدارس محافظة شقراء خبر زيارة نائبة معالي الوزير.. انتفضت مديرات معظم المدارس بتوجيه المعلمات بإخفاء ما قد يثير غضب نائبة الوزير.. بل بعضهن طلب من المعلمات «قطة» لصبغ الفصول وتحسين مظهر المدرسة وطاولاتها ومكاتبها وتغيير الفرش والموكيت الذي يصلين عليه.. لئلا تغضب معاليها.. والأدهى والأمر أن المندوبية التعليمية في المحافظة قامت بتوزيع أجهزة حاسب آلي على المعلمات لاستخدامها في الشرح عند زيارة معالي نائبة الوزير، والفصل الدراسي شارف على الانتهاء.. وهنا أتساءل كما تساءل الكثير إلى متى ونحن نخدع المسؤول ونظهر له الخلاخل والبلاء ما زال بالداخل؟!!.. إلى متى ونحن نبدي للمسؤولين بأن كل شيء على ما يرام خشية من ملاحظاتهم، وبعد أن يكثر القيل والقال عن أوضاع المدارس نسن سيوفنا وألسنتنا ونتهم المسؤول بالتقصير ونحن من وضع على عينيه غشاوة بل أكثر من الغشاوة.. وكمثال: ألا يكفي كم من السنين مضت على رداءة أوضاع الوحدات المدرسية الطبية دون حراك حتى ظهر سمو وزير التربية والتعليم وقال أمام الملأ وشاشات التلفزيونات بعد تفقده للوحدات الطبية أن أوضاعها سيئة جداً وأن هذا الأمر لا يجب تجاهله وأصدر تعليماته بعلاج هذا الوضع. معالي نائبة الوزير آمل كما يأمل معي الكثيرون الذين تغادر زوجاتهم منازلهن الساعة الرابعة والنصف فجر كل يوم ألا تنخدعي بما تقوله لكِ مديرات بعض المدارس، ومدراء بعض المندوبيات، ولا يحجبك عن رؤية الواقع جدار مصبوغ بلون وردي أو لوحة تشكيلية مذيلة باسم احدى الطالبات وموقعة بتوقيع خطاط أجنبي فنحن في حاجة ماسة إلى تلبية احتياجات المدارس وتهيئتها من جميع النواحي لتجد زوجاتنا على الأقل الراحة النفسية والمكان المناسب بعد أن أعيتنا السبل في نقلهن. وكان الله في عونك.