في الأمس عندما كان المجتمع السعودي يرفض ظهور الفنانين من الرجال فضلاً عن النساء, كانت قوة ارادة ثلاث نجمات قدمن مالديهن لإقناع الجمهور وتصحيح الفكر السائد برفض الغناء. بداية السبعينيات الهجرية ظهرت المغنية الشعبية"توحة"- فتحية حسن يحيى – مواليد الأحساء (1353ه) ظهرت في سّن صغير(1367ه)لم ينضج صوتها, نشأت توحة في أسرة فنية أدبية أحبت التراث وجمع الألوان الحجازية الغنائية مثل"الدانة والمجرور والحدري والمجس", قد سبقها مطربات الافراح في الحجاز(كاكا وحمادة وخميسة والنجيدية). علاقتها مع الفنان فوزي محسون (رحمه الله) علاقة جوار وأسرة ويلتقيان في حب التراث الحجازي ومجتمعها يتمثل مع فوزي محسون والشاعر صالح جلال والأديبة ثريا قابل غنت لهما كثيراً قبل ان تتوقف. "رقصات الشمس": في تلك الفترة تبين بريق نجم ابتسام لطفي(خيرية قربان-1950م)، ظهرت في الطائف اواخر الستينيات مع توحه ثم انطلقت بأغنية (فات الأوان) للطفي زيني ولحن طلال مداح (رحمهما الله) بعدما وافق جلالة الملك فيصل بن عبدالعزيز (رحمه الله) على دخولها الإذاعة والتلفزيون في مطلع التسعينيات الهجرية. عاشت طفولتها بين الكتاتيب قبل أن تفقد بصرها، وغنت الفلكلورات متوالية(لالا يالخيزرانة) وأغنية (فارج الهم) و(يا طير ماذا الصياح), وقفت مع رموز الغناء في مصّر(1394ه) في أعياد ذكرى انتصار أكتوبر، تفجر صوتها بالغة بالفصحى عتاب وعبد الحليم الرياض 1394ه (النجوى الهامسة) للأديب طاهر زمخشري وألحانها هي باسم (أبو عماد), تاريخ ابتسام لطفي كالشمس التي ترقص في كبّد السماء, اسم بارز في تاريخ الغناء العربي. بين الاثنتين ظهرت عتاب: ذات الصوت المتمكن(1941م-2007م)دخلت لمعترك الغناء عن طريق الفرق الشعبية بداية الثمانينيات الهجرية بعدما التقت بطلال مداح وحيدر فكري وفوزي محسون"رحمهم الله"، هؤلاء لم يتوانوا في دعم عتاب، طلال مداح الذي وجد فيها صوتاً جميلاً، اختار أن يتبناها ويدعمها لإنتاج أولى أغانيها. في السبعينيات توجهت إلى مصر لتعيش في القاهرة ذاكرة عتاب مليئة في المحطات الخليجية, زارت الكويت(1977م) وسجلت مجموعة من الأغاني في ابتسام تلفزيون الكويت مع رفيق دربها حيدر فكري، أمسيات جميلة قدمتها عتاب، (جاني الأسمر)، (الله من عبرة) (من أجلكم عشنا) و(يا هل ترى), تعرف الجمهور العربي على عتاب بشكل أفضل في نهاية التسعينيات, وكان آخر استضافة لها في تلفزيون الكويت(2003م). اليوم : هو خلاف ما شهدته الساحة الغنائية في السنوات البعيدة, من فقدان الصوت النسائي للأغنية السعودية بل إن بعضهن اقتصرن على الغناء في الأعراس مبتعداً عن البروز الإعلامي. ثلاث نجمات تركن حديثاً طويلاً لن يتوقف من ذاكرة الشعب السعودي, الفن الرصين يجد القبول ويحتل مكانة بارزة في ذاكرة الشعوب.