عملية تنظيم وظائف الجسم عملية معقدة جدا نشاهد الكثير منها ولكن وبسبب التعود قد لا نقدر الإعجاز ومدى الإتقان في خلقها وحسن تصويرها. ومن هذه العمليات نظام الإيقاع اليومي والساعة البيولوجية التي تنظم عمل الجسم على مدار 24 ساعة. تشترك الكثير من الثدييات ومنها الإنسان في أن لديها إيقاعاً يومياً مدته 24 ساعة. هذا الإيقاع اليومي يدار بساعة داخلية تعرف عرفا بالساعة الحيوية أو البيولوجية في الجسم وتوجد الأعصاب المسؤولة عنها في المخ وهي تنظم الكثير من وظائف الجسم التي تتبع الإيقاع اليومي ومنها النوم والاستيقاظ والأكل و إفراز الهرمونات. وبالرغم من أن دراسات الإيقاع اليومي بدأت منذ فترة طويلة إلا أنه حديثا فقط بدأ العلماء يكتشفون بعض أسرار هذا التنظيم. وتقوم أعصاب متخصصة في المخ بإدارة هذه العملية في الإنسان والثدييات الأخرى. ومن عجائب قدرة الله أن ذبابة الفاكهة تشارك الإنسان نفس نظام الإيقاع اليومي مما سهل على العلماء دراستها لكشف بعض أسرار هذه العملية المعقدة. وتقوم هذه الأعصاب بهذه العملية عن طريق عدد من الجينات التي بدورها تفرز عدداً من البروتينات الوظيفية. وقد اكتشف فريق بحثي حديثا أحد هذه البروتينات المهمة يدعى بانتام ونشر البحث هذا الشهر في مجلة (Genes and Development) باستخدام تقنيات معقدة. وهذه المادة مهمة جدا لعمل هذه الأعصاب وتعتبر فتحا علميا سيساعد الباحثين في فهم تنظيم عملية الإيقاع اليومي ومن ثم علاج المرضى المصابين باضطرابات في الساعة البيولوجية.