العاشق شاعرٌ بذاته والشاعر عاشق بشاعريته ..! لا أعرف عن الحب إلا أنه حالة .. ولا أعرف عن الشعراء إلا عشاقا للبحر والشمس والغيوم والمطر وفيروز وآخر يقف دائما على مرايا القصيدة ... الحب حالة شعرية .. والشعر حالة حب .. فعناصر هذا مكوّنات ذاك .. الحلم والخيال واللوعة والغيبوبة العقلية .. الشجن والشفافية ، الفرح ، الحزن ، إنكار الذات ..كلها مجتمعة يمكننا توصيفها ب حالة حب ، وهي ذاتها مكونات اللحظة الشعرية .. فالحب حالة من الالتصاق مع الوجود بدعوى البحث فيه عن الآخر الذي تندغم فيه الذات ، وتمتزج به الرؤيا ، ويعانقه التذكّر ، فهو يسكن الشمس في الصباح ، والمطر في تردّده ، والقصيدة في شهقتها ، والعصافير في انتفاضة ريشها للغيم ، والمدينة بساكنيها ، والأغنيات بزمنها ، والعطر بعرق التذكّر، والهواتف بنغماتها ، والظلال بمرافقتها .. ولهذا ظل الحب دائما ضرورة شعرية لم يخرج عليها ذكر أو أنثى ، تقليدي أو حداثي ، رؤيوي أو انفعالي ، فصيح أو محكي ، راهبٌ أو مارق إنه القصيدة التي تبدأ به وتنتهي إليه ...! *** ذاتَ حبٍّ مضى .. كان سقفُ السماءِ غطائي .. وفوّهةُ الموتِ تحتيْ ... كنتُ والبحرَ .. لاماءَ يعلو نهاري .. نجومي على جبهةِ الليلِ .. ذاكرتي سفرٌ للحنينِِ .. وأمي تقصّ عليَّ الحكاياتِ حتى تنامْ ..! تقولُ : من قبلِ آدمَ لم يعرفِ الناسُ كيف يحبُّونَ .. لكنّ آدم بالحبِّ أخرجهُ اللهُ من جنّةِ المتّقينَْ ... وعادت تنامُ .. فقام الكلام ..! ذاتَ حبٍّ مضى ... قطَّرَتْ عيني الضوءَ ..كان السريرُ بعيدًا ، والنومُ والصحوُ طفلانِِ فوقَ الوسادةِ ..تجمعهما لعبةٌ واحدةْ ..! كان بيتي صغيراً صغيرًا ... طفلايَ لايبكيانِ .. وأمُّهما تتذكرُ أن القصيدةَ أنثى .. تعدّ لي الشايَ ... تمنحني فرحة جاحدةْ ..! *** ذات حبّ مضى ... كانَ قلبي صبيّا فقيرًا .. صغيرًا على الذنبِ ... كان يقيم بكوخٍ قديمٍ على أولِ النهرِ ... يترك رجليه في الماء حين يمرُّ به السائحون ..! تحيط به الأغنيات .. ويختاره الغيم بشرى الصواعق ... يمضون من عنده بالقصائدِ ... رجلاهُ في الماء حدّ الجفافِ .. وفي حزنه وطنٌ لايكونْ ..! ذات حبٍّ شهيّْ .. كنتُ طفل القصيدة .. ( وجبته) المدرسيةِ درس النصوصِ ... حكاية ( عبلةَ .. أخبار ليلى .. وحزن بثينةَ بعض رسالاتِ ميٍّ لجبرانَ ... ) كل الأغاني القديمة عند أخي قبل أن ( يتطوّعَ ) حبٍّ شهيٍّ مضى لايعودُ ولا يُستَعادُ ولا ينتهي ...!