في خطوة لا تخلو من رسائل ودلالات، من حيث التوقيت، صادقت لجنة التنظيم والبناء في بلدية الاحتلال في القدس على اقامة حي استيطاني جديد في جبل الزيتون في الشطر الشرقي من المدينة، بمحاذاة المدرسة الدينية العسكرية المسماة "بيت أوروت". ويأتي الاعلان عن هذا المخطط الاستيطاني الجديد في وقت تتكثف الجهود والاتصالات، لاعادة الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي الى طاولة المفاوضات. ويندرج في هذا الاطار الجولة الزيارة التي قام بها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، الى مصر وجولته العربية، والخطة الاميركية التي كشف النقاب عنها وتقضي بالعودة الفورية للمفاوضات ووضع جدول زمني لها لا يتعدى عامين. وذكرت اذاعة الجيش الاسرائيلي ان تنفيذ المرحلة الأولى من الحي الاستيطاني، تأتي بمبادرة وتمويل المستثمر اليهودي الأميركي أرفينغ موسكوفيتش. وتشمل اقامة أربعة مبان تضم 24 وحدة سكنية. وقالت الاذاعة ان المسؤولين عن "بيت أوروت"، التي تعمل تحت إشراف وبتمويل من الجيش، لا يخفون نيتهم بتوسيع المنطقة الاستيطانية المحيطة بالمدرسة. ويهدف المخطط الجديد الى خلق تواصل استيطاني بين جبل "سكوبوس" (هار هتسوفيم)، وجبل الزيتون. بحيث يشكل والأحياء الاستيطانية في راس العامود وسلوان، والشيخ الجراح، وكرم المفتي، طوقا استيطانيا محكما حول البلدة القديمة. وكانت المدرسة الدينية "بيت أوروت" وهي ما يسمى إسرائيليا "ييشفات هسدير"، اقيمت قبل 20 عاما، ودشنها رئيس الوزراء حينئذ اسحق شامير، حيث تعهد بتحويل المنطقة إلى حي استيطاني يهودي. يشار الى ان (اسرائيل) كانت وخلال الاعوام الماضية تتعمد الاعلان عن مخطط استيطاني جديد في القدس، عند أي حديث عن المفاوضات او خلال اللقاءات التي كانت تجمع رئيس حكومتها السابق ايهود اولمرت بالرئيس عباس، وكأنها توجه رسالة واضحة بأن القدس خارج أي مفاوضات، باعتبارها "عاصمة موحدة لاسرائيل".