تعرفتُ إلى امرأة مسنة تزوجت في حياتها بثلاثة أزواج وكثيراً ما كان أزواجها يعيشون في ذاكرتها وعاطفتها بنفس القدر والمكانة من احترام العشرة وحفظ المودة وكنت استغرب تمسكها بمنهجية المساواة بينهم ولا احد أفضل من الآخر وعندما أمازحها بقولي من ستختارين منهم لمرافقتك بمشيئة الله في الآخرة فكانت تردد نفس الإجابة وتقول (جعل أزواجي في الجنة) وكنت ادخل معها في حوارات جادة حول المرأة وتكرار زواجها في ذلك الزمن حتى لو كان لديها أولاد فكانت تقول إن المرأة (شعر وجه) أبيها وإخوانها فهي المصونة وكريمة ومن حقها أن تتزوج فالتكافل والتراحم سمة غالبة بينهم فالزوجة في الماضي تقبل بأبناء زوجها بأمومة والزوج يقبل بأبناء زوجته بمحبة ومسؤولية جميعهم يعيشون كالإخوة في بيت واحد ويأكلون من صحن واحد فلا تفرقة بينهم . المسنة لا تعرف أن الحال اليوم تغيرت فتكرار الزواج للمرأة أصبح في نظر الناس عيباً اجتماعياً وان هؤلاء الأسر يهتمون بالجوانب المادية أكثر من اهتمامهم بمصالح بناتهم فهم كما يقولون ليسوا بعاجزين عن الصرف على بناتهم متناسين حقها الشرعي في الزواج ، التركيبة الأسرة في الزواج المتكرر تغيرت فالزوجة الآن لا تقبل بأبناء الزوج والزوج يتهرب من ابنائه فكيف بأبناء رجل آخر تغيرت المفاهيم وكثر الخلط بين الذي يجب والذي لايجب ، في أكثر من مناسبة اجتماعية كنت التقي بفتيات مطلقات لم يتجاوزن الخامسة والعشرين عاما وقد تزوجن وطلقن أكثر من مرة ولم ينجبن أولادا فيتعمدن إنكار زيجاتهن السابقة عند أي خاطب جديد ولا يعترفن بالزوج الأول والسبب الخوف من كلام الناس فهذه بالنسبة لهن مشكلة متجاهلات أن من حق الزوج أن يعرف وأن المسألة هي ذمة وأمانة في المقام الأول ولكن طغت الأعراف في الزواج وانتشر الكذب والتحايل وتهاونوا بالدين وأصبح الناس هم من يحددونه وهم من يمنعونه وهم من يعيبونه فهذه مشكلة أخرى.