يلفت نظرك أن واحدة من أكبر سلسلات محطات الوقود في أوروبا هي ملك الكويت (كيو أيت) إذ تمتلك قرابة 187 محطة وقود للسيارات ولها محطات أخرى بحرية (للسفن) بالإضافة إلى ورش سيارات ومحلات بيع بالتجزئة من بلجيكا إلى الدنمارك. علاقة الإخوان في الكويت بالخارج والغرب قديمة منذ كان تجار منطقة القبلة في مطلع القرن الماضي يمارسون التجارة بواسطة أسطول من السفن الشراعية بين الهند واليمن وشرق إفريقيا, و برا مع الهلال الخصيب وحتى أوروبا, و كذلك تجار (شرق) وهم بشكل خاص تجار اللؤلؤ ... دخل الأسمنت الكويت منذ مطلع القرن الماضي مصحوبا بوعي إداري كبير لدرجة بناء مبنى خاص لذوي الاحتياجات الخاصة منذ الخمسينيات..طبعا أنا لست في صدد مقارنة بين السعودية والكويت , فالكويت دولة غنية وصغيرة وترغب الاستثمار في الخارج لرفع مداخيلها أما السعودية فبلد ضخم لاتساع مساحته الجغرافية، واحتياجه -بالتالي- للعديد من المشاريع الداخلية. لكن هذا لا يعني قطع التعاون مع الشركات الغربية برغم الحملة التي شنتها صحف المملكة ضد سابك التي قامت بصفقة (البلاستيكيات المتقدمة) بالرغم أن سابك تلقت خسارة في اسم الشهرة وهي خسارة معنوية وليست مادية... الهدف من حديثي هو كسب تقنية الغرب، واستغلال الكم البشري من الشباب للاستفادة من تجارب الغرب عبر التدريب، والتوظيف، لأن في نظري أن الاستثمار الحقيقي هو في الإنسان ... هو بصنع مجتمع واعٍ، ومتعلم ومترابط ... فعندما تعرضت الكويت للغزو الغاشم لم تضع بل كان اختبار الوعي، والفهم للمواطن الكويتي الذي ثبت نجاحه فيه ...أما من استثمر في الحديد والأسمنت و بارى في بناء ناطحات السحاب يحصد اليوم الخسارة... اليوم يستقطب خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله العقول الغربية وليس فقط عقود الاستثمارات في جامعته...أساس الاستثمار ليس وجود المواد الخام بل هو الإنسان.. اليابان التي لا تملك مواد خام وتعد ثاني اقتصاد عالمي وهولندا التي تخترقها المياه تعد من أثرى الدول الأوروبية والسبب هو الاستثمار في الإنسان، وهذا ما فهمته الكويت منذ وقت طويل فهنيئاً لها.