لا يخلو مكان-تقريباً- في اليمن إلا وهناك من يدعو الله عز وجل أن يُعجّل بهلاك "الحوثي" جزاءً بما فعل بأهل اليمن.. وتصدر هذه الدعوات من ألسنة وقلوب العلماء زيوداً كانوا أو شوافع.. من البسطاء والأغنياء-باستثناء أهل الإفساد وتجار الحروب- من البائع البسيط الذي قل دخله تأثراً بأوضاع البلاد الاقتصادية بسبب الحروب.. من رب البيت الذي لم يستطع تلبية متطلبات أسرته بسبب شحة البدلات وضآلة العائد الإضافي والمحفزات في عمله.. من أهالي الشهداء والجرحى والأسرى في هذه الحرب.. من النازحين والمُشردين والجائعين والذين يتكففون المساعدات الدولية والشعبية بعد ما كانوا ملوكاً بالستر والقناعة والأنفة في مناطقهم .. ممن توقفت معاملاتهم ومصالحهم بسبب الحرب.. تصدر هذه الدعوات الناقمة على الحركة السرطانية الحوثية من ألسنة وأفئدة اليمنيين المُغتربين في السعودية الذين قد يتم التعامل معهم على أساس وزر الحركة الحوثية التي تعدت على أراضي المملكة العربية السعودية الشقيقة.. بالمجمل .. كل فرد من أبناء الوطن قد تضرر من آثار هذه الحرب التي أشعلها المعتوه "الحوثي" وزمرته المجرمة في حق هذا الوطن .. بل لازال الشعبُ مُقدماً على دفع فاتورة الحرب بشكل غير مُباشر وعن طريق إجراءات اقتصادية قادمة.. وبالرغم من انتقادات الشارع اليمني بمختلف شرائحه لفعل الحركة الحوثية، لازالت هذه الحركة المتمردة تعتبر نفسها هي الفئة الصالحة، وتُرجع سبب حربها مع الدولة إلى أنها تقوم بنزع حقوق اليمنيين من الدولة بالقوة-على حد تعبيرهم- وتُدافع عن حُرياتهم، كما أنها وبكل وقاحة تتحدث عبر منابرها الإعلامية مُخاطبةً العالم بلسان اليمنيين إفكاً وكذباً.. الحركة الحوثية المُتمردة ترفض الانصياع لنداءات الحكومة ومناشدة المُعارضة ورغبات الشعب، وهذا ليس له إلا تفسير واحد.. هو أن الحركة لا تعتبر الشعب اليمني قاعدةً ومرجعاً لها في عملياتها وتوجهاتها كما تقول، وهذا يؤكد وجود مرشد ومرجع خارجي، وإلا كانت رضخت لنداءات ومُناشدة الشعب اليمني بمختلف شرائحه وتكف عن أفعالها الإجرامية الممقوتة والدخيلة على الشعب اليمني. ومضة: طالعتنا قناة إعلامية بخبر هلاك المدعو"عبد الملك الحوثي"بغارة جوية سعودية، ولا أدري مدى مصداقية الخبر.. ولكن هناك من يتحدث عن خدعة في الأمر وفبركة لهذا الخبر من قِبل حركة التمرد الحوثية، حيث تهدف من إشاعة خبر قتل زعيمها إلى جعل القوات الحكومية اليمنية والسعودية تخفف الضغط وتوسع الخناق على المُتمردين في الميدان وربما قد يدفع هذا الخبر الحكومة اليمنية إلى الانصياع للضغوطات المحلية والدولية وإيقاف الحرب إذا ما اكتفت برأس زعيم المُتمردين.. كما أنها تسعى من بث هذا الخبر إلى إثارة مشاعر الشعب اليمني وتأليبه على الحكومة اليمنية عندما أشارت بأن المدعو عبدالملك الحوثي قد هلك بقصف سعودي في الأراضي اليمنية..! ليس هناك ثمة دليل على هلاك زعيم الحركة المتمردة في شمال اليمن، ويجب على الجهات الأمنية التأكد من ذلك، بل يجب على القوات المُسلحة أن تواصل تقدمها في الميدان سواء صح الخبر أم لا. * كاتب وناقد سياسي يمني