استأذنَ رئيسه بالسماح له بيوم لإنهاء إجراءاته. ذهب وهو يتساءل كم من الوقت يحتاج لينهي معاملته. هل يكفي يوم واحد كما وعد رئيسه أم أنه سيُطلب منه أن يُراجع بعد أيام كما هي العادة. يتجه إلى الجهة المقصودة ويَهمُّ بالدخول. يستقبله الموظف ببشاشة عند الباب الخارجي. يستأذنه موظف الاستقبال بتصفح الملف الذي يحمله للتأكد من اكتماله. إن لم يكن مكتملا أعطاه قائمة بالنواقص. في حالة اكتمال المتطلبات يعطيه رقما تسلسليا ثم يقول له تفضل. يُصدم عندما يرى الأعداد الكبيرة في الطابور قبله. تحدثه نفسه بالمغادرة لأنه يكاد يجزم أنه سيمر عليه ساعات قبل أن يصله الدور. يقطع هذا الهاجس طلب مَن خَلفه أن تقدم في كل مرة يهمُّ فيها بالمغادرة. ثم ماهي إلا دقائق حتى يطلب منه الموظف الملف. نعم فقد أنهى الموظفون معاملات أكثر من سبعين مراجعا في عشرين دقيقة. يُسلم أوراقه للموظف وهو لايكاد يُصدق. ليس ذلك حلما ولا مثالية مفرطة ولا أمنية يائسة. بل هو حقيقة حيث تم إصدار شهادة ميلاد وإضافة على دفتر العائلة وإصدار بطاقة عائلة جديدة له (أي ثلاثة في واحد) في زمن قياسي. حدث هذا مع أكثر من زميل في أكثر من وقت مما يدل على أن هذا هو ديدنهم، فلله درهم إدارة وموظفين. اسم الجهة: الأحوال المدنية. العنوان: الناصرية - الرياض.