طالب مواطن سعودي باعتذارٍ رسمي من السلطات البرازيلية جراء ما وصفه بسوء المعاملة، والإهانة التي لحقت به على يد الشرطة الفيدرالية، خلال رحلته السياحية التي كان يعتزم قضاءها في البرازيل أخيراً. وجاء في طلب المواطن الذي تقدم به بشكلٍ رسمي إلى السفارة السعودية لدى البرازيل، تفسير ما حدث له من إجراءات تعسفية من قبل الشرطة الفيدرالية، انتهت بإعادته من مطار ساو باولو، على رغم نظامية أوراقه، واكتمالها، بتأكيد القسم القنصلي في السفارة البرازيلية لدى المملكة، كما طالب بتعويضه عن الخسائر التي تكبدها بسبب السفر «ثمناً للتذاكر وحجوزات الفنادق التي ذهبت هباءً» بحسب وصفه. وتفاعل نائب السفير السعودي في برازيليا إبراهيم بن عبدالله العيسى مع المواطن سريعاً منذ وصوله إلى مطار ساو باولو وحتى مغادرته. وقال في رسالة إلكترونية وجهها للمواطن: «آلمني سماع أن الخطوط القطرية رفضت تسليم جوازك حتى تعود إلى المملكة»، مطالباً بتقريرٍ مفصل ووافٍ بكل ما حدث، وإرفاقه بصور من تذاكر السفر، والحجوزات، والتأشيرات، وأختام الوصول والمغادرة. وأكد مصدر رسمي في السفارة السعودية لدى البرازيل ل «الحياة» صدق شكوى المواطن، مشيراً إلى أن السفارة خاطبت الخارجية البرازيلية، وكان ردها أن القانون الدولي يعطي أي دولةٍ الحق في استبعاد أي شخص غير مرغوب فيه من أراضيها، إلا أنه اعتبر هذه الحادثة سابقةً في تاريخ العلاقات السعودية البرازيلية. وتعود تفاصيل مشكلة المواطن (فضل إغفال اسمه) إلى لحظة وصوله مطار ساو باولو في البرازيل بعد الحصول على تأشيرة السفر، وإكمال متطلباتها من القنصلية من حجوزات طيران، وحجوزاتٍ فندقية، إذ فاجأه شخصٌ بلباسٍ مدني بعد أن تفحص وجهه بطلب الحصول على جوازه، وبعد التأكد أنه من الشرطة الفيدرالية، سلمه الجواز. وأضاف المواطن: «بدأ الشرطي في تصفح جواز سفري، ثم سألني عن ماذا أبحث في البرازيل، فأجبته عن الطبيعة والشواطئ، ثم نظر إلي وقال: اتجه إلى آخر الطابور، فسألته لماذا؟ فأجاب: لأني أريد ذلك». ومضت نحو ساعة على خروج المواطن، بحسب حديثه، من الطابور بطلب من الشرطي قبل أن يتوجه إليه، ويسأله عن سبب إخراجه فاحتج الأخير بنقص في الأوراق، وقال المواطن: «أجبته بأنني أملك الأوراق المطلوبة، وقدمتها للسفارة البرازيلية في الرياض قبل استخراج التأشيرة، فقال لي ارجع إلى مكانك ولا تتحرك، متجاهلاً كل طلباتي». وأوضح المواطن أنه انتظر خارج الطابور مجبراً قبل أن يعود إليه الشرطي ثانيةً، ويخضعه للتفتيش، وعندما لم يجد شيئاً أخذ تذكرة السفر وأكد له أنه لن يتمكن من الدخول إلى البرازيل، وسيرجع إلى بلده لأنه لا يملك الأوراق، وأردف: «إذا أردت أن تقدم احتجاجاً لا تقدمه لي أنا لأني لا أهتم سوى بما هو أمامي، وقدم احتجاجك للسفارة البرازيلية في بلدك». وقال المواطن إن أمراً صدر بترحيله على أول طائرة إلى المملكة، واقتيد إلى غرفة الترحيل المحاطة بالحراسة، حيث أمضى ليلته في غرفةٍ تفتقر لأبسط الظروف الإنسانية، من دون طعامٍ أو شراب، بعد أن سلموا جواز سفره للخطوط التي كان يستقلها، مع تعهدٍ بعدم تسليمه له إلا بعد وصوله إلى جدة.