أنهت جموع القبائل صباح أمس خلافاً كان قد نشب بين قبيلة سعودية تسكن بمحافظة حبونا (120 كم شمال نجران) (قبيلة أحمد بن حصيان بالحارث) وأخرى يمنية (الدماشقة عبيدة) واستمر لأكثر من 40 عاما. وتعود التفاصيل إلى أن أفرادا ينتمون إلى القبيلة اليمنية وضعوا لغماً أرضياً في أحد الطرق، وأثناء عبور سيارة يستقلها شخصان من قبيلة أحمد بن حصيان بالحارث هم صالح بن كعوات الحارثي وابنه احمد انفجر اللغم مما أدى إلى وفاة الاب صالح ونجاة ابنه الذي كان يبلغ من العمر حينها (10 سنوات). وبعد 40 عاما من الحادثة أقبلت جموع القبائل من الدماشقة عبيدة يتقدمهم الشيخ ناصر بن علي بن عوشان وعلي بن محمد بن سمرة من عبيدة (اليمن) والشيخ صمعان بن نصيب شيخ شمل قبائل مواجد يام وقبائل آل رزق يام وقبائل آل عامر يام وجموع غفيرة أخرى من مختلف القبائل من يام وعبيدة اليمن. وأثناء وصولهم إلى مقر قبيلة أحمد بن حصيان بالحارث في سائلة غزال بحبونا تقدم الشيخ صمعان بن جابر بن نصيب شيخ شمل قبائل (مواجد يام) قائلاً: إن هذه الجموع من القبائل جاءت لطلب الصلح والتسامح الذي يحثنا عليه ديننا الإسلامي الحنيف، وجاءت هذه الجموع بمتابعة وتوجيهات صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالله أمير منطقة نجران والذي يسعى دائما إلى ردم هوة الخلافات والنزاعات. المكان الذي تمت فيه مراسم الصلح وتظهر جموع غفيرة بالمكان ثم تقدم بعد ذلك الشيخ ناصر بن علي بن عوشان الدماشقة متحدثاً عن رغبة قبيلته في إنهاء الخلاف بينهم وبين قبيلة احمد بن حصيان بالحارث مبيناً انهم حضروا من اليمن لطلب الصلح والرغبة في العفو والتسامح ومعهم جموع هذه القبائل شاكراً حكومة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين، وكذلك أمير منطقة نجران وكل من وقف معهم وساعدهم في الوصول إلى مقر قبيلة أحمد بن حصيان بالحارث بسائلة غزال بمحافظة حبونا شمال نجران. وأوضح ابن عوشان انهم حضروا بثلاث من الإبل وخمس سيارات من نوع (لاند كروز صالون) وهذا ما يعرف باسم (المدخل في العادات القبلية) معرباً عن استعدادهم لما تمليه عليهم قبيلة احمد بن حصيان بالحارث. بعد ذلك تقدم الشيخ علوي بن مفرج بن جريبة شيخ قبيلة احمد بن حصيان بالحارث وعلي بن مبارك بن نمران من وجهاء بالحارث بتصلال وذكروا أنهم لا يريدون سوى الحلف من 22 شخصا من أفراد قبيلة الدماشقة عبيدة يحلفون بأن ما حدث للمواطن صالح بن كعوات الحارثي وابنه احمد بن صالح بن كعوات لم يكن إلا من باب الخطأ ولم يكن تعمداً هم المقصودون به، وبعد أخذ ورد ومداولات ووساطات من شيوخ القبائل الحاضرة قررت قبيلة احمد بن حصيان بالحارث التنازل لوجه الله تعالى ثم تقديراً لجهود صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالله أمير منطقة نجران حيث أقبلت تلك الجموع بما يعرف بالزامل وهو احد الألوان الشعبية في منطقة نجران تقول كلماته: مرحبا ترحيب ما هلت أمزان المطر.. مرحباً يسفح بروس الجبال النايفة مثل ذا يجري ولا يفلح إلا من صبر.. والقبايل كلها بالوفاء متسالفة وقد أوضح ل «الرياض» الشيخ علوي بن مفرج بن جريبة أن قبيلته قد تنازلت عن حلف اليمين وعن الإبل والسيارات وكل ما يتعلق بهذه القضية تقديرا لسمو أمير المنطقة وجموع القبائل الحاضرة ليعلن هذا التنازل وترفرف الرايات البيضاء لهم بعد السماح عن دم فقيدهم، ولتتم المصافحة والتسامح وسط حشد كبير من الحضور وليسدل الستار على قضية قتل توارثتها الأجيال جيلاً بعد جيل. يذكر أن الجهات الأمنية قد بذلت جهودا كبيرة وموفقة في الحفاظ على الأمن وحفظ النظام في مكان الصلح. بعض من رجال الأمن في ساحة الصلح يحفظون النظام بعض من المشايخ داخل خيمة الصلح