سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
خادم الحرمين يبادر إلى تقديم وسائل عصرية لخدمة الإسلام وأكثر انفتاحاً وحواراً مع الآخر قناتا القرآن الكريم والسنة النبوية تنقلان "وسطية الأمة" إلى العالم
تلقى العالم العربي والإسلامي بارتياح تام مبادرة خادم الحرمين الشريفين بإطلاق قناتي القرآن الكريم، والسنة النبوية غرة شهر محرم في العام الجديد 1431ه لتنضم القناتان الجديدتان إلى باقة التلفزيون السعودي التي تضم (القناة الأولى - الثانية - الإخبارية - الرياضية – أجيال- الثقافة -الاقتصادية) ليصبح مجموع القنوات السعودية 9 قنوات متنوعة. د. سليمان العيدي رؤية خادم الحرمين تتحقق وقال مستشار وزير الثقافة والإعلام والمشرف على القناتين الدكتور سليمان العيدي ل "الرياض" إن القناتين هدية من خادم الحرمين الشريفين لأبناء الأمة الإسلامية في أنحاء المعمورة، مبيناً أن النظرة الثاقبة والرؤية الإستراتيجية لخادم الحرمين الشريفين بإطلاق هاتين القناتين لهو دليل واضح ومتجل لما يملكه من نظرة مستقبلية للتوجه العالمي وإيصال رسالة الإسلام الى الكثير من المشاهدين، لذا وجدت هذه القنوات لتستمر وتتطور من جانب، وتوظف الشباب السعودي الفني من جانب آخر، كما ستعمل على مدار ال24 ساعة ببث متواصل على نظام تلفزيون الواقع، حيث ستنقل القناتان صوراً حية للمسجد الحرام والمسجد النبوي. د. انمار مطاوع وقدم العيدي ممثلاً عن وزارة الثقافة والإعلام وكافة المسلمين الذين تواصلوا مع القناتين طوال الفترة الماضية من أرجاء المعمورة بالشكر والدعاء لخادم الحرمين الشريفين –حفظه الله- على هذه المبادرة، مؤكداً على أنهم لمسوا مباشرة أصداء هذه المبادرة من خلال 150 دولة إسلامية مشاركة في جائزة سمو النائب الثاني الأمير نايف بن عبدالعزيز للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة. وأوضح الدكتور العيدي أن قناة القرآن الكريم والسنة النبوية هما قناتان بتوجه متخصص في إعلام اليوم، ومهمتهما نقل كتاب الله وسنة نبيه للعالم الإسلامي، وكذلك روحانية السنة النبوية مشاهداً طوال الأربع وعشرين ساعة، كما ستبثان من الحرم المكي والمسجد النبوي، والهدف الآخر سيكون في مرحلة لاحقة وهو ان تتخصص قناة السنة النبوية بتقديم برامج ذات صبغة معتدلة تمثل أطياف المجتمع الإسلامي، من خلال نشر الوسطية والاعتدال التي حثنا عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم، مبيناً أن هناك خطة مرتقبة ستصدر قريباً لدروس قصيرة وبرامج من مسجد رسول الله بسيرته وأقواله وأفعاله وحركاته وسكناته وإبراز ملاح حياته باستخدام تقنيات ذات جودة عالية، فيما لم يحدد العيدي المدة الزمنية المتوقعة للقيام بوجود ترجمة فورية على القناتين، ملمحاً الى ان أي قناة حديثة لابد ان تستمر في دورتها الأولى خلال الستة الأشهر الأولى، ثم نبني بعد ذلك الكثير من الخطط والطموحات التي نعتقد بأنها تخدم القنوات والأمة الإسلامية. وأوضح في سياق حديثه أن القناتين قائمتان على تلفزيون الواقع، وهو جانب من إعلام التخصص الإسلامي عن طريق القنوات المتخصصة، والذي يتعاظم ويتجلى في رمضان والمناسبات الدينية، حيث سيكون البث مباشراً للصلوات الجهرية في الأيام العادية ومن ثم العودة للبرامج في كل قناة من قراءة القرآن والسنة النبوية. القناتان تقدمان مسابقات خاصة في حفظ القرآن والأحاديث النبوية وأشار مستشار وزير الثقافة والإعلام الى إن هاتين القناتين جاءتا بالتزامن مع طباعة المصحف الشريف من مجمع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد لطباعة القرآن الكريم، وسيستمتع المشاهدون بصوت الحق على مدار الساعة، حيث سيشاهد صور حية من خلال أجواء مكةالمكرمة الروحانية ومشاهدة الكعبة المشرفة وكذلك أروقة الحرم المكي ومشاهدة الطائفين في صحن المطاف، كذلك صور واقعية لغار حراء لما لهذه الأماكن العظيمة من روحانية لدى المسلمين جميعاً. وأكد العيدي بأن هناك ميزانية كاملة بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين، مستبعداً أي معوقات ستواجههم في النقل لوجود الكادر التقني والفني المتخصص الذي عمل في وقت سابق في استديو مكةالمكرمة وكان يقدم برامج للقنوات السعودية. وعن القيمة المضافة لقناة القرآن والسنة الى جانب مجمع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد لطباعة القرآن الكريم وجائزة الأمير نايف للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة، شبهها الدكتور العيدي بالوعاء الذي سينقل نتائج مسابقات القرآن الكريم وجائزة الأمير نايف ومسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم وتجويده وتفسيره التي تنظمها وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد للعالم اجمع، كاشفاً عن وجود نية لإطلاق مسابقة لحفظ القرآن على قناة القرآن الكريم، وقال: نحن نملك الكثير من الأفكار التي نتمنى ان ترى النور خاصة بعد ان تبث القناة عبر الأقمار الصناعية على القمر الأوربي ( الهوت بيرد) لتبث إلى أوروبا والى مناطق الأقليات في آسيا بعد ستة أشهر من الآن. واختتم الدكتور سليمان العيدي حديثه "للرياض" بالتأكيد على أن لديهم مسحاً كاملاً لقراء القرآن الكريم في العالم الإسلامي، وسيحظون بالفرصة لتسجيل قراءاتهم في قناة القرآن الكريم التلفزيونية، مبيناً أن ما تم تسجيله من أصوات حتى الآن ال 170 قارئ، اما في جانب السنة النبوية فيقول العيدي: سجلنا الأحاديث الصحيحة للإمام البخاري ومسلم وكتب السنة الستة وفي طريقها للبث بعد ان عرضت على جهات الاختصاص ولتؤكد مسئوليتها على أهمية الوسطية والاعتدال في الإسلام وترسيخها كمبدأ نصت عليه الشرائع. حوار وانفتاح على الآخر من جانبه عبر رئيس المحكمة العامة بالخبر الدكتور صالح اليوسف عن سعادته بهذه المبادرة والتي وصفها ب (ظهور قنوات الخير لكل العالم من مكة والمدينة)، ممتدحاً اهتمام ولاة أمرنا غير المستغرب بالقرآن الكريم والسنة النبوية تعليماً وحفظاً وطباعة ونشراً وتحكيماً وتطبيقاً في الجانب العلمي والعملي، مثمناً تسخير كافة الإمكانات والآليات والوسائل بإنشاء قنوات تلفزيونية لخدمة القرآن الكريم والسنة النبوية دولياً وتقديم الإسلام وأسسه في صورة واضحة. وأضاف اليوسف بأن هذه القنوات هي الطريق العصري المناسب لخدمة الإسلام وهو ما يسعى إليه خادم الحرمين الشريفين، من اجل ان تصبح الأمة الإسلامية كما أراد الله لها خير امة أخرجت للناس تدعو إلى الهدى وتساند الحق وتظل مصدراً من مصادر الإشعاع الحضاري الصحيح. وأكد أستاذ الإعلام الثقافي بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة الدكتور انمار مطاوع على أن مبادرة خادم الحرمين الشريفين بإنشاء قناتي القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة تعتبر حلقة في سلسلة مبادراته المباركة لتجميع العقول الحضارية والفكر التنويري في إناء واحد، كما حدث في جامعة الملك عبدالله، فالمبادرة ليست الأولى، فالملك عبدالله صاحب مبادرات مميزة، ومفيدة للوطن والأمة الإسلامية. وشدد الدكتور انمار على أن هاتين القناتين تقومان بالبحث عن أصحاب العقول الحضارية والفكر التنويري، مما يعرض حاليا في القنوات العامة، سواء الدينية أو الثقافية أو الاجتماعية، واستقطابهم لهاتين القناتين، ملمحاً الى أن المعنى من توجيه خادم الحرمين ليس إعادة اختراع العجلة، ولكن تجميع الجهود السابقة في سلة واحدة لتعم الاستفادة من الخبرات والتجارب، وتبدأ الرحلة من حيث انتهى الآخرون، ونؤسس بذلك رؤية جديدة لقيم الإسلام أكثر انفتاحاً وحواراً مع الآخر، مع التزامها بالثوابت الشرعية المتفق عليها.