بعد عيد الأضحى المبارك وفي الإجازة هطلت أمطار خفيفة على الرياض وما حولها فاجتمع العيد والمطر والإجازة وخرج الناس زرافات ووحدانا ينشدون النزهة والاستمتاع بالأجواء الجميلة ومعلوم أن أغلبية سكان مدينة الرياض يتجهون إلى الناحية الشمالية الشرقية من المدينة حيث الكثبان الرملية وصحبت صديقاً إلى هناك وحين تجاوزنا المطار وبدت مزرعة العاذرية رأينا الازدحام وعشرات السيارات وتقدمنا وإذ بالمخيمات على طول طريق الثمامة إلى ما بعد طلعة الطوقي وكأن المشهد في منى أو عرفات، ورأينا ألوف الأسر المتناثرة على الرمال، فهذا يداعب أطفاله وهم يلعبون بالدراجات النارية، وذاك يشاهد الشبان في سياراتهم المتنوعة وهم يتحدون تلك التلال الرملية وهاتيك المنحدرات الطرية، وامتد على طول الطريق منظر الأسر الضاحكة والمجتمع الطرب وبمسافة تزيد عن سبعين كلم وحسبت أن الرياض قد خرجت بأكملها تلهو، وتلعب، وتسمر، وترقص فوق تلك المتنزهات البهية. وحين وصلنا مفرق الطوقي وجدنا الباعة والخيرات على قارعة الطريق ورأينا أحواش الإبل تزدان بها تلك الشعاب والسهول ونظرت وإذ بصاحبي تدمع عيناه ويستقبل القبلة ويدعو الله أن يحفظ لهذه الأسر الفرحة بهجتها وأمانها وأن يحفظ للوطن ولاة أمره وحماة خيراته. وبعد ذلك توجهت مع صاحبي واجتزنا الحاجز الرملي إلى الجهة الغربية وفرحنا حين وجدنا طريقاً تحت الإنشاء تنفذه الدولة يمتد من طريق القصيم إلى طلعة الطوقي وسألنا مهندسا في الموقع عن طوله فقال: إن طوله ثلاثة وثلاثون كلم والرملي منه عشرة كلم، وعند ذلك تمنيت مع صاحبي لو أن هذه الرمال التي طولها سبعون كلم وعرضها عشرة كلم تصبح متنزهاً رملياً لمدينة الرياض وأن تعتمده الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض مشروعاً ترفيهياً لهذه الألوف الأسرية التي تستخدمه وأن ينفذ طريق آخر من ناحيته الغربية وأن يقسم الموقع إلى مربعات بطرق عرضية وتوزع في كل جهاته لوحات كبرى تحمل اسم متنزه الرياض الرملي. إنه رأي أرجو من مركز المشاريع بالرياض دراسته وتقديمه للهيئة العليا في أقرب اجتماع، فالرياض وسكانها بحاجة للمزيد من المتنزهات المتنوعة.