يقول الخبر الصحفي للمرة الرابعة هربت سارة من منزل والدها ولجأت لمنزل زميلتها... إشكالية الامر تكمن في غير موقع من حكاية تلك الصغيرة وهي طالبة في المرحلة الابتدائية لماذا هربت للمرة الرابعة من منزل اسرتها...؟ في خبر صحفي آخر تؤكد احدى الدراسات ان اغلب الفتيات اللاتي واجهن اشكالا مختلفة من العنف كان بسبب رغبة اسرهن وخاصة الاباء ان يكن ذكورا وليس اناثا الى درجة ان هؤلاء الاباء يستخسرون الطعام فيهن.... قمة العمق في الالم النفسي... بين هروب تلك الصغيرة وهروب الفتيات هناك مشكلة باتت تتسع وتؤرق اصحاب القلوب الكبيرة والصغيرة على حد سواء... السؤال ماذا عملنا لاحتواء تلك المشكلة ...؟ تلك الصغيرة هربت مرة واخرى ثم تعود لمنزل الاسرة... من المسؤول هل هي اسرة زميلتها ام اسرتها اقول لا...؟بل المسؤول هي الاقسام الامنية ووزارة الشؤون الاجتماعية، ومؤسسات حقوق الانسان المحلية ...لم يكن من العدل ان تعود تلك الصغيرة لمنزل اسرتها قبل التحقق من صحة شكواها والتثبت منها واصلاح الحال ان كان في الامكان...او نقلها لمكان مختص باحتواء تلك الفتيات المتضررات من عنف الاسرة ، تكرار هروب الفتاة غير مرة ثم عودتها لاسرتها يؤكد الفجوة الرئيسية في برنامج الحماية من العنف والموجّه اساسا لحماية المرأة والطفل...، لان عودتها وتكرار هروبها يؤكدان ان المشكلة موجودة والمعالجة مفقودة... مره اخرى اتصور ان الوقت تاخر كثيرا في انشاء دور متخصصة لاحتواء المعنفات والمعنفين ومن يتعرضون للعنف بشكل واضح ومضر... ، ولعل ذلك يكون من اولويات مشاريع هيئة حقوق الانسان التي اتصور انها مناطة بحماية هؤلاء وهي تتكامل في دورها مع المعنفين مع وزاره الشؤون الاجتماعية ...لايكفي ان تقوم بدور اشرافي او توجيهي بل نتوقع منها ان ترتقي بمنتجها الى مستوى مؤسسي يتمثل في بنية تحتية تستطيع من خلالها تطبيق مسؤولياتها ومنها حماية هؤلاء من العنف الاسري والذي بات يتسع كثيرا لعدة اسباب منها ارتفاع وعي المعنفين ورفضهم الاستمرار تحت سياط معذبيهم وإن كانوا اهلهم...مع ارتفاع نسبة المدمنين او تاثير الضائقة الاقتصادية او التفكك الاسري بنوعيه البنائي والوظيفي وغير ذلك ... اهميه وجود تلك الدور بات ضروريا لحماية هؤلاء وايضا حماية المجتمع...نعم فهؤلاء المعنفون قد يتحولون مع الوقت لشخصيات منحرفة وغاضبة على المجتمع بكل مؤسساته لعجزه عن حمايتهم .... هروب الفتيات ليس ظاهرة ولكنه مشكلة تتزايد مع الوقت ونحن لم نقم تجاهها باي خطوة وقائية او علاجية ومن هنا تتعمق مخاطر التحولات الاجتماعية لمجتمع ناشئ مثل مجتمعنا...