منذ أيام احتفلت المملكة بسعادة غامرة بالعودة الميمونة لولي عهدها صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز. تلك الشخصية التي يكنُّ لها الشعب السعودي والشعوب الأخرى جُل المحبة والتقدير عرفانا وجميلاً منهم لما يقدمه من أعمال خيرية وإنسانية على الصعيدين المحلي والعالمي. وبهذه المناسبة يسعدني بأن أبارك لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، وللأسرة الحاكمة وللشعب السعودي والأمة العربية والإسلامية عودة سيدي ولي العهد. لاشك أن العبارات تعجز في وصف أمير القلوب ورجل المحبة والخير نظرا لما سطره تاريخ سموه الكريم على الصعيدين العملي والإنساني. حيث استطاع سموه كسب ثقة الجميع لما تميز به من دماثة الخلق والحنكة والتواضع .وقد كان لوالده الملك عبدالعزيز نظرة صائبة حين عينه أميراً للرياض عام1366ه وهو في السابعة عشر من عمره، ليؤكد ثقته بابنه وبما لمسه فيه من وعي وفكر ناضجين هيآه للتدرج في عدة مناصب تشرفت بسموه الكريم، فكم أسعد سلطان الخير قلوب الأيتام والأرامل والمحتاجين، فقد عُرِف (حفظه الله) برعايتهم، وقد سطر سموه الكريم أروع الأمثلة في الإنسانية حين قام سموه بزيارة عدد من ضباط وأفراد القوات المسلحة المصابين وذلك بعد ساعات قليلة من عودة سموه من رحلته العلاجية ليسطر درسا جديدا في المشاركة الوجدانية بين الراعي والرعية. إن سموه كان مهتماً بالقضايا العالمية وعلى رأسها البيئة والمياه ، فقد أطلق سموه مركز الأمير سلطان لأبحاث المياه والبيئة والصحراء في جامعة الملك سعود ، والذي يهتم بإجراء البحوث العلمية التي تتعلق بالمناطق الجافة ، وتجميع وتوثيق المعلومات التي تتعلق بالبيئة والمياه والصحراء، بالإضافة إلى استخدام التقنيات الحديثة وخاصة الاستشعار عن بُعد ونظم المعلومات الجغرافية في دراسات وأبحاث البيئة الصحراوية، كما يهدف إلى تنظيم المؤتمرات واللقاءات والندوات وورش العمل المتعلقة بالبيئة والمياه والصحراء.وتقديم الاستشارات الفنية والمساعدة التقنية للباحثين والطلبة في الجامعة وخارجها. كما أطلق – أمد الله في عمره- جائزة الأمير سلطان العالمية للمياه التي تعتبر أعلى جائزة في هذا المجال، وتتصف الجائزة بأنها عالمية علمية تقديرية دورية تمنح كل سنتين وتهدف إلى تقدير جهود وبحوث العلماء والمبدعين والمؤسسات العلمية والتطبيقية في مجال المياه في شتى أنحاء العالم على إنجازاتهم المتميزة التي أسهمت في إيجاد الحلول العلمية الكفيلة بعون الله بالوصول إلى توفير المياه الصالحة للاستعمال والتقليل من ندرتها والمحافظة على استدامتها وخاصة في المناطق الجافة. فمرحباً بك سلطان الخير بيننا وعوداً حميداً بإذن الله ومرحباً بك سلمان شمساً أشرقت على الرياض. وطابت رفقتك لأخيك ولي العهد طوال فترة علاجه فقد كانت الدار مشتاقة لكما ، فهنيئاً للوطن بعودتكما وأدام الله عز هذا الوطن في ظل قيادته الحكيمة. * وكيل وزارة المياه والكهرباء للتخطيط والتطوير