تحظى جائزة الملك فيصل العالمية باهتمام شخصي كريم من صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، والذي قام رعاه الله بتوزيع الجائزة على الفائزين بها نيابة عن خادم الحرمين الشريفين في معظم دوراتها. ولدورها المميز في خدمة الإسلام، والعمل الخيري، فقد فازت مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية بجائزة الملك فيصل العالمية لعام 2003م، إلى جانب العديد من المؤسسات والأفراد الذين قدموا خدمات جليلة للإسلام والمسلمين، وفي مقدمتهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يحفظه الله، الذي فاز بالجائزة في خدمة الإسلام عام 2008م. وقال صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز في كلمة له بمناسبة فوز مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية عام 2003م :"إن تتويج مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية بجائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الاسلام، يؤكد ان هذه المؤسسة عمل جليل نافع في سبيل الله وفي صالح البشر من المواطنين وغيرهم". وأضاف سموه "وكمعاصر عن قرب، لأعمال هذه المؤسسة الرائدة، فانني اقدر اعمال المؤسسة وريادتها في العمل الخيري أينما تكون، وأحيي مؤسسة وجائزة الملك فيصل العالمية على هذا الاختيار الموفق لهذه المؤسسة الجديرة حقا بالتكريم والاحترام. والجائزة، وإن مُنحت هذا المساء لمؤسسة سلطان بن عبدالعزيز الخيرية، فإنما في الواقع تُمنح لكل من يعمل في المجال الخيري، ولكل من ينتفع بهذا العمل الطيب المبارك من الضعفاء والمحتاجين والمكرمين. فالمؤسسة الليلة تمثلنا جميعا، ومؤسسها هو رائد لنا في هذا العمل المبارك، ولقد حاز هذا الرجل الخيّر الكريم مكانة خاصة في قلوب الناس فيما لم يكن مبتغاه الا رضوان الله سبحانه وتعالى، ومساعدة المحتاجين. وهو وإن قدم فهو يقدم كل يوم اعمالا جليلة في صمت ودون منّة، وهو والله يشهد يقوم بذلك بدافع من ايمان قوي ومحبة للخير قلما رأيتها في انسان آخر." وختم سموه بالقول "لقد تشرفت بالعمل عن قرب مع هذا الرجل الكريم، ومع هذه المؤسسة الخيرية الرائدة، وشاهدت وقائع ناصعة تدل على خيرية الرجل، وسمو اهداف المؤسسة، والهمة العالية للقائمين عليها، وعلى رأسهم اخي الأمير فيصل بن سلطان، ويكفي اليوم ان تقول سلطان بن عبدالعزيز، او مؤسسة سلطان بن عبد العزيز، ليعرف الناس انك تعني الجود والخير والبركة والرحمة والمبادرة والتميز والريادة ونبل الأخلاق. " وتكتسب الجائزة أهمية عالمية منذ إنشائها عام 1977م، حيث منحت مؤسسة الملك فيصل الخيرية جوائزها العالمية في مختلف مجالات الجائزة إلى أكثر من 190 شخصية عالمية واعتبارية ممن قدموا إسهامات كبيرة في خدمة الإسلام والمسلمين والدراسات الإسلامية أو حققوا إنجازات فريدة، وتحولا إيجابيا في مجالات إبداعهم بما يخدم البشرية جمعاء خاصة في الطب والعلوم والأدب. ويعود إنشاء مؤسسة الملك فيصل العالمية إلى العام 1396ه/1976م حينما قرر أبناء الملك فيصل بن عبدالعزيز - رحمه الله - إنشاء المؤسسة تخليداً لذكرى والدهم وإسهاماً في العمل البناء وقد آلت هذه المؤسسة على نفسها أن تكون خيرية ذات منظور عالمي، ولهذا كان تقدير العاملين في خدمة الإسلام ومكافأة العلماء المسلمين وغيرهم في المجالات التي تمنح فيها الجائزة. وتسعى مؤسسة الملك فيصل الخيرية لتحقيق أهدافها وفق منظور عالمي يسترشد بتعاليم الإسلام وقيمه ولذلك كان من الطبيعي أن يكون تقدير العلماء والمفكرين الذين يثرون الفكر الاسلامي ويشاركون في تطور الحضارة الإنسانية هدفا أصيلا ومحورا من محاور نشاطات المؤسسة. وقرر مجلس أمناء المؤسسة من هذا المنطلق إنشاء جائزة عالمية باسم الملك فيصل عام 1397 ه تمنح في ثلاثة مجالات هي خدمة الإسلام والدراسات الإسلامية والأدب العربي. وبدأ منح الجائزة في العام 1399ه ثم أضيفت إليها جائزتان أخريان واحدة في مجال الطب وأخرى في مجال العلوم مما أكسب الجائزة مزيدا من الشهرة والاهتمام العالمي وتأصيل صفتها العالمية.