نفى عبدالرحمن الزهراني الأخ الأكبر للطالب عبدالسلام الزهراني الذي وجهت له السلطات الأمريكية تهمة قتل أستاذه في جامعة بينج هامتون في ولاية نيويورك البروفيسور ريتشارد أنتون أن يكون لأخيه توجهات دينية متطرفة كما ادعت الجامعة التي يدرس فيها. وقال في تصريح ل»الرياض»: إن توجهات أخي ليبرالية أكثر منها إسلامية ولم يحمل طيلة حياته أي توجهات دينية متطرفة ، لكنه كان حزينا على ما وصل إليه حال الأمة العربية والإسلامية من الضعف، مثله مثل أي مواطن عربي. وأضاف الزهراني» لقد كان أخي شغوفا بعلوم الإنسان وكان همه الأول والأخير تحصيل العلم فقط، لذلك لم يتزوج طيلة حياته، فقد تخرج من جامعة الملك عبد العزيز قسم المحاسبة ثم انتقل إلى شركة صافولا مديرا لمصنع الكرتون، وبعد جمعه مبلغاً كبيراً توجه للدراسة في أمريكا حتى تحصل على شهادة الماجستير، ثم عاد للعمل مديرا إقليميا لبنك سامبا، وواصل عمله حتى جمع مبلغاً من المال ثم توجه لمواصلة دراسته في أمريكا في مجال علوم الإنسان، وهو حاليا في المراحل النهائية من الدكتوراه، والدرجات العلمية التي تحصل عليها عبدالسلام كانت جميعها مرتفعة، ولم نلحظ عليه توجهات عدوانية طيلة حياته. وقال عبدالرحمن: تبلغنا بجريمة القتل، لكننا لا نعرف التفاصيل وسير التحقيق والدوافع وراءها، مشيرا إلى أنه يدين هذه الجريمة مهما كانت دوافعها ومسبباتها، متمنيا أن يحصل أخوه على محاكمة عادلة. وأثنى عبدالرحمن على دور قنصلية خادم الحرمين الشريفين في نيويورك التي قامت على الفور بتوكيل محامية ذات خبرة كبيرة وسوف نتابع ما تحمله لنا الأيام القادمة. من جهته شكك احمد الزهراني ابن عم المتهم في التحقيقات التي أدانت عبدالسلام الزهراني، مؤكدا أنه يعرف الرجل منذ نعومة أظفاره ولم يلحظ عليه أي توجه عدواني أو تطرف ديني، وقد كرس حياته كلها لتحصيل العلم فقط، ولديه من الذكاء ما يحميه من التورط في مثل هذه الجريمة. وأضاف أحمد أن جميع المعلومات التي تشير إلى تطرف عبدالسلام مكذوبة وملفقة، فقد كان منفتحا على النظريات العلمية الغربية ومتابعا جيدا لها، ولم يحدث أنه وجه اللوم لأصحاب تلك النظريات. الى ذلك تشيع مدينة بنغامبتون بولاية نيويورك يوم غد الجمعة جثمان البروفسور الأميركي ريتشارد أنطوان الذي اتهم بقتله طالب الدكتوراه السعودي عبدالسلام الزهراني في جامعة هذه المدينة لأسباب لا تزال غامضة. وبعد خمسة أيام من الحادثة ، أكد أحد الناشطين في منظمة إسلامية في منطقة بنغامتون أن الضحية البروفسور أنطوان كان من أصل لبناني وأنه كان صديقا مقربا جدا من الجالية الإسلامية في المدينة. وقال الناشط الإسلامي الأميركي إن الدكتور أنطوان وقف مع الجالية الإسلامية بصورة "تُذكر له"، خصوصا بعد أحداث 11 سبتمبر وفورة الغضب التي اجتاحت الشارع الأمريكي بعد تلك الأحداث. كما كان الدكتور أنطوان قد عاش وعلم في عدد من جامعات الشرق الأوسط ومنها الجامعة الأميركية في بيروت والجامعة الأميركية في القاهرة. وقال كاسين كوبوز من المنظمة الإسلامية في مدينة بنغامتون إن الدكتور "أنطوان كان صديقا حميما للجالية الإسلامية، إذ كان يشارك دائما في البرامج التي ينظمها مركز جمعيتنا لتوعية الأميركيين بالإسلام وحضه على الخير وعدم العنف." وقال كوبوز، الذي وصف الدكتور أنطوان بأنه كان "صديقا مقربا جدا لي"، إنه كان "تجسيدا للنور والمعرفة." وأضاف أن مسجد الجالية الإسلامية في المنطقة أجرى تأبينا رسميا للدكتور أنطوان "لتكريمه على مواقفه مع جاليتنا على مدى سنوات طويلة. وقد حضر التأبين أكثر من 150 شخصا من المسلمين وغير المسلمين الذين أتوا لتذكر مكارم المغدور." وقال إن الكثير من المسلمين في المنطقة سيشاركون في جنازته تقديرا له ولمواقفه. وقال كوبوز إن "جريمة قتل البروفسور لا معنى لها في سياق الديانة الإسلامية التي تضع المعلمين في مراتب الأبوين، فالأب والأم يغذيان جسد الطفل ولكن البروفسور يغذي عقله وروحه.. وهكذا كان الدكتور أنطوان." وقال كوبوز إن الدكتور أنطوان "وقف معنا وقفة كريمة بعد أحداث 11 سبتمبر. لقد كان ناشطا ولطيفا وقد عمل بكد ليساعد الأميركيين من غير المسلمين على فهم الديانة الإسلامية السمحاء، وقد عمل معي هنا في مسجدنا وفي الكنائس على العديد من البرامج لتنوير المجتمع الأميركي بالأصول الحقيقية للإسلام وحضه على السلام والخير." من جهتها استبعدت أرملة الدكتور أنطوان، روزالين، أن يكون الطالب السعودي عبدالسلام الزهراني، المتهم بقتل الدكتور اللبناني الأصل، قد قتله "بدافع انعدام التسامح لأسباب دينية." وقالت لشبكة فوكس 40 في منطقة بنغامتون: "أعتقد أن الذي قتل زوجي قتله لأسبابه الخاصة. أعتقد أن زوجي الذي قضى عمره في الدعوة إلى السلام والرحمة والعدالة في العالم لا يستحق أن يموت بهذه الطريقة. أعتقد أن المجتمع قد فقد شخصا رائعا وصانع سلام رائعا." وقالت إنها وزوجها الدكتور أنطوان قضيا فترة من الوقت في الشرق الأوسط حيث كان يزور الأصدقاء أو يقوم بإجراء الدراسات على المجتمعات العربية والإسلامية أو يعلم في جامعات المنطقة." ومن أهم الكتب التي كتبها الدكتور أنطوان، وهو ما يدل على تسامحه وعدم تعصبه لجانب دين ضد آخر هو كتابه بعنوان "فهم الأصولية: الحركات المسيحية والإسلامية واليهودية." والدكتور أنطوان ترعرع في بلدة شروزباري بولاية مساتشوستس، وحصل على درجة البكالوريوس من جامعة وليامز كوليج المعروفة في العام 1953. ثم حصل على الماجستير في العلاقات الدولية من جامعة جونز هوبكنز العريقة في العام 1955، ليواصل الدراسة الأكاديمية في جامعة هارفارد بعدها التي حصل منها على درجة الدكتواره في العام 1963 في الأنثروبولوجي والدراسات الشرق أوسطية. وأعد الدكتور أنطوان أطروحة الدكتوراه عن قرية في الأردن اسمها كفر الما التي عمل فيها لأربعة أعوام. وكان أنطوان قد بدأ دراسته العلمية في قرية كفر الما الأردنية في العام 1959 التي عاش فيها أربع سنوات "والتي درس فيها القرآن كله على يد معلم خاص في القرية."