حذر كبير ممثلي الادعاء الايراني امس من أن السلطات لن تبدي مزيدا من التسامح مع المتظاهرين المناهضين للحكومة. وقال غلام حسين محسن ايجى "أظهرت السلطات حتى الآن تسامحا وتساهلا مع الذين يعملون على الاخلال بالامن العام". وكان غلام يشير إلى المظاهرات التى وقعت اول أمس الاثنين والمناهضة للرئيس الايرانى محمود أحمدى نجاد مما أسفر عن وقوع مصادمات بين المتظاهرين والشرطة وأدى لاعتقال العديد. ولم يوضح طبيعة العقوبات التى سيواجهها المتظاهرون ولكنه قال إن هناك تنسيقا مع مكتب المدعي العام في طهران لمواجهة ما أسماه المظاهرات غير القانونية. ومن جهة اخرى ، قال قائد شرطة طهران انه تم القبض على اكثر من مائتي متظاهر على خلفية اتهامات بالاخلال بالأمن العام، مضيفاً انه سوف يتم إحالة قضاياهم الى القضاء بعد انتهاء التحقيقات. وقال العميد عزيز الله رجب زاده لوكالة الانباء الايرانية الرسمية (إيرنا) انه تم اعتقال 204 أشخاص وهم 165 رجلا و39 امراة لإخلالهم بالأمن العام. واضاف أن المقبوض عليهم رددوا شعارات ضد المسؤولين ورشقوا الشرطة والمارة بالحجارة. وقال انهم اضرموا ايضا النار في الدراجات النارية التابعة للشرطة وصناديق القمامة وألحقوا أضرارا بالسيارات التى كانت تقف بالقرب من جامعة طهران التى كانت مسرح الاحتجاجات. وانحى قائد الشرطة باللائمة على وسائل الاعلام الاجنبية لأنها بالغت في حجم المظاهرات التى جرت امس الاثنين وقال ان عدد المحتجين كان اقل كثيرا مما كانوا في المظاهرات السابقة. واشارت وكالة "ايرنا" الى تجدد المصادمات داخل جامعة طهران بين انصار احمدي نجاد والطلبة من الحركة الخضراء الذين يساندون زعيم العارضة مير حسين موسوي. وقالت الوكالة ان شدة المصادمات بين انصار موسوي الذين كانوا يلفون معاصمهم بأشرطة خضراء وبين الطلبة المؤيدين لاحمدي نجاد ارغمت الشرطة على التدخل وإطلاق الغاز المسيل للدموع لتفريق الطرفين. من جهته حذر الرئيس الايراني الاصلاحي السابق محمد خاتمي من التهديدات التي تحدق بالنظام بسبب سياسته القمعية حيال المعارضين بحسب ما ذكر امس موقع مؤسسة باران التابعة له على الانترنت. وطالب خاتمي مرة اخرى بالإفراج عن الموقوفين إثر التظاهرات التي اعقبت اعادة انتخاب الرئيس محمود احمدي نجاد المثيرة للجدل. وقال إن "الوضع الحالي ليس حربا بين الاصلاحيين والمحافظين. ان عدداً من المحافظين غير راضين (عن الوضع) كما أن اكثرهم حكمة مهددون بالاقصاء". واكد خلال لقاء مع اسر معارضين لا يزالون مسجونين "انها مقاربة خطرة وأحذر النظام من العواقب التي قد تنعكس على الجمهورية الاسلامية". من جانبها دعت المفوضة العليا لحقوق الانسان في الاممالمتحدة نافي بيلاي السلطات الايرانية الى "احترام حق التظاهر" غداة قمع تجمعات للمعارضين في طهران. وقالت بيلاي "كتبنا رسالة الى طهران ندعو فيها الى احترام حق التظاهر"، مؤكدة ان الامر يتعلق "بحرية اساسية". كما دانت باريس امس اعمال العنف "غير المقبولة" ضد المتظاهرين الاثنين في طهران وكذلك "الاعتقالات الاعتباطية"، وذلك بحسب ما جاء في بيان لوزارة الخارجية الفرنسية. وقال المتحدث باسم الخارجية برنار فاليرو في البيان ان "اعمال العنف التي ارتكبت بحق مجرد متظاهرين والاعتقالات الاعتباطية غير مقبولة"، واصفا اياها ب"موجة جديدة من القمع الخطير". واضاف "لقد وردتنا معلومات مفادها ان (المعارض) مير حسين موسوي محاصر في مكتبه. نحن نذكر بأن السلطات الايرانية مسؤولة عن امن جميع الايرانيين بمن فيهم ممثلو المعارضة". كما أبدى وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند قلق بلاده امس من استخدام قوات الأمن الايرانية القوة لقمع تظاهرات يوم الطلاب. وقال ميليباند في بيان "أشاطر الكثير من الناس القلق من استخدام القوة لقمع تظاهرات يوم الطلاب في ايران، والذي تلا انتهاكات حقوق الإنسان واسعة النطاق التي شهدتها البلاد منذ الانتخابات الرئاسية في الثاني عشر من يونيو الماضي". وشدد على أن حرية الكلام وحرية التعبير السياسي هي "قيم أساسية يتعين على جميع الحكومات احترامها". ودعا ميليباند السلطات الايرانية إلى "دعم حريات مواطنيها لا خنقها".