سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مجمع الفقه الإسلامي يدين حظر المآذن في سويسرا مطالباً بتحرك دولي ضد «التعصب الديني» أكد أن التعايش السلمي بين الشعوب لا يتحقق إلا باحترام التنوع الديني والثقافي
استنكر مجمع الفقه الإسلامي التابع لمنظمة المؤتمر الاسلامي قضية المطالبة بحظر المآذن في الاتحاد السويسري وطرحها للتصويت والاستفتاء العام من الشعب السويسري. وأدانت أمانة مجمع الفقه الإسلامي الدولي بجدة في بيان أصدرته أمس مطالب الأحزاب المتطرفة بحظر المآذن في الاتحاد السويسري مشيرة الى أنها تابعت بقلق بالغ واستهجان شديد، بناء على ضغوط ومتابعة من بعض الأحزاب المتطرفة هناك . وأكدت الامانة أن الأمة الإسلامية قد فوجئت بطرح موضوع منع بناء المآذن للاستفتاء على الشعب السويسري، وبالنتائج التي أسفرت عنه، وازدادت دهشتها أن صدر هذا في وقت تتضافر فيه الجهود بين الأمم والحضارات لمد جسور التعاون والحوار من أجل التعايش السلمي فيما بينها، وقد قطعت العديد من الدول والهيئات الإسلامية وعلماء الإسلام أشواطا كبيرة في تبيين سماحة الإسلام، وفي عرض أسسه ومبادئه العظيمة في التعايش السلمي والانفتاح على الآخر عبر مؤتمرات الحوار بين الحضارات وأتباع الأديان والثقافات، والتي عقدت في دول أوروبية عدة، ومنها الاتحاد السويسري نفسه ، والتي تم أحدها قبل بضعة أشهر برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود . ولفت البيان إلى ان التعايش السلمي لا يتحقق بين دول العالم وشعوبه إلا باحترام التنوع الديني والثقافي، وإن معاداة ثقافة أية أمة ومحاولة طمس معالمها أو تذويب هويتها أو الإساءة إلى معتقداتها أو النيل من مقدساتها تثير الفتن وتزعزع الثقة وتصيب العلاقات والتعايش السلمي بين الأمم بالسوء ، وتنذر بالصدام ، فالناس في عالم اليوم لم يعودوا يقبلون بثقافة استبعاد الآخر، خصوصا بعد أن وقعت الدول والأمم الوثائق والعهود الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان ، وأوجدت لحراستها وحماية تطبيقها المنظمات والهيئات . فيجب أن تسكت الأصوات التي تطالب بمزيد من إشعال نار الفتنة ، وهي الأصوات التي باتت تعلو هنا وهناك في أوروبا تطالب بحظر النقاب والمدافن الإسلامية بل وبناء المساجد ، وتهزأ وتسخر من شعائر الإسلام ومبادئه وحقائقه في حملة مسعورة تتمثل فيما يسمى التخويف من الإسلام ( الإسلاموفوبيا ) مشددا البيان على ان التفريق في قوانين الدول حظرا وإباحة بين مآذن المساجد وبين أبراج الكنائس والمعابد ينبئ عن تطرف مثاره الحقد والكراهية التي تبغضها الديانات السماوية والعلاقات الدولية. وأشاد المجمع في بيانه بالمواقف المشرفة التي عارضت هذا الاستفتاء ونتائجه والتي تبنتها الكثير من الدول والهيئات والمؤسسات الغربية ، وفي مقدمتها الحكومة السويسرية والفاتيكان ومنظمة العفو الدولية ، كما حيا المواقف البناءة التي استنكرت وشجبت ونددت بهذا الاستفتاء ونتائجه . ونوه المجمع بما بيّنته وزيرة الخارجية السويسرية ميشلين كالمي راي في وصفها الأساليب التي استخدمت في الاستفتاء قائلة " إن النقاش الذي دار حول ذلك لم يكن نزيها ، وذكرت أن الجهات المسئولة عن الاستفتاء استخدمت الكذب والخوف وأعطت انطباعاً بأن مئات المآذن ستبنى في سويسرا ". وأشار البيان إلى أن أمانة المجمع تأمل أن تتخذ الحكومة السويسرية خاصة والحكومات الغربية عامة مواقف حازمة مع الجهات والأشخاص الذين يسعون لزرع بذور الفتنة والشقاق بين المواطنين في البلد الواحد وبين الأمم الشعوب ، وأن يتم ذلك في إطار تحرك دولي راشد ضد هذا التمييز الديني والتعصب الحاقد ، يحذر منهم ويحجم دورهم إعلاميا وسياسيا واجتماعيا ، قبل أن يجروا البلاد والعباد إلى مظاهر عنف وتطرف لا تحمد عقباها.