عندما تكاثر البشر وتجاوروا ، تنافسوا على مقومات الحياة وضرورياتها وكمالياتها وكانت الأنا الذاتية والأنا الجمعية هي مصدر الفكر ومصدر الشحناء والبغضاء والقارئ للتاريخ يدرك مقاصد الصراع في كل حقبة من الأحقاب ،وقد تنزلت الأديان السماوية وبعث الله المرسلين والنبيين كي ما يطفئوا غلواء الشرور البشرية ويطفئوا جذوة الصراع أو نيرانه وفي زمننا هذا علا عنصران كبيران لإشعال جحيم الصراع هما تلك الأسلحة الفتاكة وصراع الحضارات وكل منهما يوظف الآخر ، وأخذ العالم يتقارب بفعل المعلومات وتقنيتها ولكنه تقارب حربي عدائي يغذيه تنافس مادي وصراع ثقافي وفي اشتعال الفتن الكونية ،رفع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله رايات السلام والإنسانية معلنا توحد الأديان السماوية لعبودية الله ومقتبسا من تلك الديانات الحق والخير والجمال وجاعلها الهدف الأول للالتقاء البشري لصالح إنسانية الإنسان ، وملتمسا التوجيه الرباني الشامل الذي يوحد بين اتباع الأديان بل تارة يلتمس إنسانية الإنسان وحقوق العقلانية لتكوين مجتمع بشري يطفئ شعلة الصراع ، ومن ثم يمنع دمار الحرب. فدعا خادم الحرمين الشريفين لإصلاح ذات البين الوطني ثم انطلق إلى العربي ثانيا ثم إلى العالم الإسلامي ثالثا ثم إلى العالمية ، فكانت الأصوات الإنسانية من خادم الحرمين الشريفين معالم عصرية في القرن الواحد والعشرين بل في مستهله لتنزع فتيل الدمار والقتل ، وتنزع اشتعال النفوس واحتراق القلوب ، إن الله غرس صفاء النية في هذا الملك فحقق على يديه الحوار العالمي والتواصل الإنساني ، والتوافق الشعوري ومن ثم تكوين العقلانية البشرية التي يرنو لها الجميع ، فكان خادم الحرمين قائد الخطاب الثقافي والحضاري الكوني فهو أحد أعمدته بل هو الأكثر تأثيرا فهذه المؤتمرات العالمية في اسبانيا ثم المؤتمر الثاني في هيئة الأممالمتحدة مكان تجمع الفكر البشري من أجل الوحدة تم في سويسرا، ومن ثم التفاهم والتحاور والتحكيم وإصلاح الإنسان وحقوقه ،إن الحوار الذي علا شأنه من إبداع خادم الحرمين الشريفين سيد البلاد السعودية وقائدها تلك نزعة روحيه من وحي الرسالة المحمدية، فالملك عبد الله قادر على استلهام التوجيه الرباني من القرآن الكريم والسنة النبوية بإلهام وتوفيق من الله لملك صالح ولبلاد الحرمين ولمنبع الوحي وموطن العربية ،من هذه الثروات الفكرية استنبط القائد عبد الله ثم عمل وأنجز وأبدع ومن معالم الحوارية العالمية التي أرسى دعائمها خادم الحرمين الشريفين أولا : كشف للعالم كله المقاصد الإسلامية التي تحقق إنسانية الإنسان ، وتهدف إلى صلاح البشرية ، وتنأى عن الشرور والحروب ،وإن الإسلام سلام وأمن للحضارة والثقافة والإنسان ثانيا : أبان للعالم كله أن التحاور والحوار سبيل التلاقي والبرهان والعقلانية، إذ إنه يكشف المخاطر فيحذر منها ،ويبلور الحق والخير ويدعو إليه ،وهذا ماتجسد داخل الوطن ، وما تجسد في لقاءات المصالحة العربية في الكويت ،والمحطات التي صنعها خادم الحرمين كثيرة ومنها إطفاء جذوة الصراع العالمي. ثالثا :رفع الظلم والاعتداء عن الدين الإسلامي وأبان أن الإرهاب بعيد عن الدين الإسلامي وأن الإسلام لا يواخذ بجريرة المفرطين والمتشددين بجهل أو بانحراف ، فكانت الدعوة الحوارية لمعرفة مكانة الاسلام وماهيته. رابعا :كان الحوار مصدرا من مصادر تحقيق ذواتنا ووطننا وإننا أمة خير نبتغي الخير للآخرين، فكان خادم الحرمين يكشف صور الخير المتتالية من هذا الوطن للبشرية والإنسانية ،فكانت الدولة السعودية فاعلة التوازن الاقتصادي ، والفكري بل والإنساني والتقني ،فقد صنع لنا مكانة دولية خامسا : أوجد حوارا علميا ومعرفيا وصنع له نموذجا هو جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية ليثبت أن الإيمان نور لكل اتجاه في الخير فهو يهدي إلى العلم الكوني واكتشاف المجهول ومساعدة البشرية لأزماتها الكونية الغذائية والمائية. وكل مايفيد البشرية والطبيعة الكونية في البحار وتحت الأرض وفوقها وفي الآفاق والسماء ونجومها، إن المعرفة التجريبية هي بناء خير للبشرية يدعو لها الدين ويؤجِر عليها الرب ، وهذا إدراك من خادم الحرمين الشريفين لوطنه وأمته والعالمية البشرية فهو مسلم يمثل مقاصد الإسلام .وأمام هذه الأعمال العظيمة وجب أن يكون خادم الحرمين الشريفين ضمن الشخصيات العشر المؤثرة في العالم * رئيس نادي تبوك الادبى