يستقبل سكان جمهورية باكستان الإسلامية بجميع فصائلهم وعرقياتهم عيد الأضحى المبارك بروح إيمانية كباقي إخوانهم المسلمين لنيل الحظ الأكبر من الأجر والثواب بإتمام شعائره، وتزدحم أسواق باكستان لإقبال الناس على شراء الأضاحي، إذ يبادر الجميع الى شراء افضل البهائم لذبحها، ويتسابق البعض في الحصول على أجمل خروف أو أضخم عجل في سوق المواشي، وكل حسب ميزانيته. وتتوفر في الأسواق الباكستانية فصائل متعددة من الخرفان والماعز إضافة إلى الأبقار والجمال. و ترتفع أسعار البهائم مع اقتراب عيد الأضحى المبارك والتي تصل إلى أعلى مستوياتها قبل خمسة أيام من العيد ويفضل معظم الباكستانيين شراء البهائم قبل أيام من العيد لخدمتها والعناية بها ومن ثم نحرها لنيل الثواب الأكبر , بينما يقوم البعض بشراء بهائم الأضحية قبل يوم من العيد لعدم توفر إمكانيات للربط والحفاظ عليها، وهناك من ينتظر اليوم الأول من العيد ويقوم بشراء البهائم بعد صلاة العيد مباشرة حيث تبدأ الأسعار بالهبوط ابتداءً من اليوم الأول من العيد، وذلك لقلة الزبائن. الفصائل المفضلة يفضل الباكستانيون لحوم الماعز بوجه عام لقلة نسبة الدهون في لحومها، إلا أن فصيلة خروف الكاجلا والذي يشبه الخروف النجدي في معظم صفاته يعتبر من أفضل فصائل الخرفان وأكثرها ثمناً نظراً إلى أنه يحمل صفات مزدوجة بين الماعز والضأن، إذ إنه يشبه الضأن في جسمه إلا أنه لا يملك الية ... بل ذيل صغير مثل ذيل الماعز، ويتميز بلحمه الطري السريع النضج، وتتميز هذه الفصيلة أيضاً بالضخامة، إذ يتجاوز وزنه أحياناً عن 110 كغم، وينمو بسرعة حسب نوعية الغذاء، ويقوم هواة تربية هذه الفصيلة من الخرفان بإطعامه العدس الأصفر والحمص وحبوب القمح والشعير والدخن والعلف الأخضر واليابس إلى جانب الخبز المجفف. اختيار العجل يحتل العجل المرتبة الثانية من بين الأضاحي المفضلة في باكستان لوجود خيار التقاسم في الأضحية وكذلك لقلة سعره وكثرة لحمه مقابل الخرفان، حيث تقوم سبع أسر أو أقل بشراء ثور مشترك، يتم ذبحه وتقسيمه بين أصحابه بالتساوي، وبهذه الطريقة تحصل كل أسرة على نحو 25 إلى 50 كغم صافياً من اللحم. وتتوفر في الأسواق الباكستانية فصائل متعددة من الأبقار وبمختلف أحجامها وألوانها، إلا أنها تباع أيام العيد بحسب جمالها وألوانها وليس حسب كمية اللحم. ذبح الجمال لا يفضل الباكستانيون ذبح الجمال كبقية فصائل بهيمة الأنعام، وقليلاً ما يتوفر الجمل في أسواق المواشي أيام العيد، ويكتفي الأغنياء بذبحه ومن ثم توزيعه على الطبقة الفقيرة، إلا أن ذبحه مألوف في إقليم بلوشستان الجنوب الغربي من باكستان والذي يتميز بتضاريسه وتقاليده الصحراوية الملائمة للجمال، وربما يعود سبب قلة ذبح الجمال في بقية مناطق باكستان لعدم توفره بكثرة سوى في مناطق محدودة. الفصائل القزمة تتوفر فصائل قزمة من الخرفان والماعز إضافة إلى فصائل صغيرة من الأبقار، إذ يقوم أصحاب الدخل المحدود بشراء أضاحي صغيرة الحجم حسب ميزانياتهم، إذ تتوفر فصيلة من الضأن يطلق عليها اسم (شترا) أو (ميندا) والتي تتميز بحجمها الصغير وتتحلى بجمال الأرانب، وتشبه الضأن إلا أنها تملك قروناً كبيرة وذيلاً طويلاً، وتكثر هذه الفصائل في المناطق الجبلية في باكستان، وتعرف أيضاً بالخرفان الجبلية لرشاقتها وخفة حركتها وقفزاتها الطويلة. أضاحي الفقراء ليس جميع فقراء باكستان يعتمدون على التسول للحصول على اللحم أيام العيد، بل هناك من يجمع قرشاً على قرش طوال العام لشراء الأضحية، وهناك من هو فقير ولكن نفسه لا تسمح له بالتسول، وهناك من لا يملك نقوداً كافية لارتداء لباس جديد أيام العيد، إلا أنه يجمع ما يمكن لشراء أضحية ولو صغيرة. تزيين الأضاحي تشتهر باكستان بتزيين البهائم المعروضة للبيع بغرض الأضحية إذ يقوم البعض برسم نقوش جميلة بالحناء على فرو الخرفان والأبقار والجمال، بينما يقوم الآخرون بربطها بحبال ملونة مع إلباسها قلائد جميلة إضافة إلى بعض المصنوعات الصوفية الملونة والأجراس، مما يميز البهائم المعروضة للبيع خلال العيد عن البهائم التي تباع في الأيام العادية، وأحياناً يبدو الثور أو الخروف عريساً بسبب الإفراط في تزيينه قبل ذبحه. إذ يلعب الأطفال دوراً بارزاً في إجبار الآباء على شراء الخرفان قبل أيام من العيد ، إذ يهوى الأطفال في باكستان كغيرهم التجول بالبهائم على الشوارع وإطعامها والعناية بها، وتكثر المنافسة بين الأطفال على الاستباقية في شراء البهائم، إذ يضطر الآباء في بعض الحالات إلى شراء البهائم قبل الموعد الذي كانوا قد خططوا له، مما يؤدي في معظم الحالات إلى قيام الآباء بشراء بهائم بأسعار مرتفعة على طلب الأطفال. وأخيراً يأتي يوم العيد وتمتلئ شوارع باكستان بالدماء، وينال كل فرد نصيبه من الأضاحي.