لم يكن قرار الاستعانة بالحكم الأجنبي الذي جاء ردة فعل على أخطاء الحكام السعوديين صائبا مطلقا، فقد وقع الأجانب أيضا بأخطاء كثيرة أثرت على مجرى المباريات، وتسببت في قلب النتائج، وأكدت أن التحكيم لن يخلو من الأخطاء أيا كانت جنسية الحكم. إن الحكم السعودي الذي تعرض للتحجيم بعد توسيع دائرة الاستعانة بالحكم الأجنبي لتشمل مباريات في وسط المسابقة بعد أن كانت مقتصرة على النهائيات وأنصافها لم يستحق هذا التهميش لو أدرك الجميع أن هذه هي الطبيعة البشرية القاصرة، وأن كل خطأ ليس بالضرورة مقصودا، لكنها النفس البشرية التي تظن بالمرء سوءا، مع أن الأصل أن يحمل الإنسان على المحمل الحسن طالما أن في الأمر مجالا. جميعنا نشاهد المباريات العالمية ونشاهد كيف تقع الأخطاء الفادحة، حتى نهائيات كأس العالم التي يفترض أنها تقتصر على الصفوة منتخبات وحكاما تقع فيها الأخطاء بشكل لافت للنظر، لكن الكثيرين لا يؤمنون أنها أخطاء عادية لا بد أن تقع كما يخطئ اللاعب في عدم التسجيل وعدم الإنقاذ، ولو تتبعت مسيرة مباراة لرأيت كيف تظل العين البشرية غير قادرة على إحصاء الأخطاء، بل أنت أيها المشاهد خلف الشاشة كثيرا ما يلتبس عليك الأمر، حتى لو أعيدت اللقطة أكثر من مرة، فكيف بحكم يفترض أن يتخذ القرار في جزء من الثانية؟! تهميش الحكم الوطني بالصورة الحالية بعد فتح المجال واسعا أمر لا بد أن يكون محل نظر، فليس مناسبا أن كل من أراد الاستعانة بحكم أجنبي أتيحت له الفرصة، إن فعل الجميع ذلك سيأتي الوقت الذي يسرح فيه جميع الحكام المحليون، ويستقطب حكاما أجانب يندبون بشكل دائم، يقيمون هنا ليديرون جميع المباريات!