جلس على مقعده ذي اللون البني بقماش القطيفة، وراح يحدق بسلسلة مقالات عن لقاءاته مع محمد عبدالوهاب، نشرها في مجلة دبي الثقافية، ويواصل حلقات أخرى بكثير من الأحداث. يوم انتظر طويلاً محمود درويش ليلحن محمد عبدالوهاب قصيدة له عندما كان في مصر أواخر الستينيات، وعاصي الرحباني لم يشجع هذا اللقاء.. يوم وقف الأخوان رحباني في طريق عمل فيروز مع محمد عبدالوهاب بعد النجاح المتواصل لأغنية "سهار بعد سهار" التي أوحت بجملتها سميرة توفيق، وقصيدة "مُرَّ بي يا واعداً وعداً" لسعيد عقل، وقصيدة "سكن الليل" لجبران خليل جبران.. يوم.. ويوم.. إنه موعدنا بلا زمن.. تحدث لي إلياس سحاب عن كتابه الجديد، ومشروعه القادم كذلك سألني عن مقالته التي وضعها عن تجربة زياد الرحباني في عدد مجلة الآداب، وأخبرني عن مشاريع أخيه الأصغر سليم سحاب وفرقة الموسيقى العربية، وعن مشاريع فيكتور سحاب الذي يعيش بيننا لأكثر من عام.. خلال هذا اللقاء، وهي فترة عامرة بالروحانية، ذكرت له قصيدة "غنيت مكة" لسعيد عقل، ولكنه ذكر أغنية "المحمل" لأسمهان التي كتبها الزجال والمسرحي بديع خيري، ووضع لحنها الجميل فريد الأطرش. قد حضرت أسمهان لحظتها في حديث طويل عن تجارب لا تكمل بعضها بل كل واحدة تبني قمتها لوحدها دون سواها، وهذا ما يؤكده الفنان الساحر غازي قهوجي في أحاديثه عن تجارب ثقافية عربية عدة. وتحدثنا عن مسلسل أسمهان وبراعة أداء الممثلين من سلاف فواخرجي (أسمهان) إلى بهاء ثروت (محمد التابعي) إلى أمل رزق (أمينة البارودي)، وكان الرنين المخملي يحضر في لحظته الروحانية الكبرى: "عليك صلاة الله وسلامه شفاعة يا جد الحسنين ده محملك رجعت أيامه.. هنية واتملت به العين *** كرامة لله يا قاصد مكة ونيتك بالكعبة تطوف تبوس لي فيها تراب السكة أمانة من مؤمن ملهوف سالت دموعه وطال دعاه في يوم خشوعه ينول مناه دي قبلتك يا نبي قدامه.. عليك صلاة الله وسلامه"