يحتفل اليوم الجمعة مسلمو فرنسا بعيد الأضحى المبارك على خلفية ارتياح كبير للجهود التي بذلتها السلطات السعودية لإنجاح موسم الحج. وبدا ذلك واضحا من خلال الطريقة التي تعاملت من خلالها وسائل الإعلام الفرنسية والمدونات الشخصية أو تلك التي تغذيها المنظمات والجمعيات التي تعنى بشؤون الجالية الإسلامية الفرنسية. وهي أهم جالية إسلامية من حيث عددها في البلدان الأوروبية كلها . وتوقفت وسائل الإعلام الفرنسية بشكل خاص عند الإجراءات الصحية التي اتخذت في المملكة خلال موسم الحج هذا العام تحسبا للإصابة بمرض حمى الخنازير. وذكرت أن حشد قرابة عشرين ألف عون صحي لمراقبة أوضاع الحجاج الصحية طوال فترة الحج على نحو غير مزعج بالنسبة إلى هؤلاء يتطلب فعلا خبرة عالية قلما تصل إليها حتى بلدان متقدمة في مواسم يتجمع فيها الناس بأعداد مكثفة. كما أشادت وسائل الإعلام الفرنسية بشكل خاص بالشفافية التي تميزت بها السياسة الإعلامية في المملكة هذه السنة تجاه حالات الإصابة بالمرض وكيفية تجنبها. وتجدر الملاحظة إلى أن سفارة خادم الحرمين الشريفين بباريس حرصت هذا العام على الإعداد بشكل جيد ومبكر لموسم الحج تماشيا مع مايتطلبه العمل الوقائي والتوعوي بضرورة مواجهة مخاطر الإصابة بالمرض بشكل فاعل. وتسنى ذلك من خلال جهود المصالح القنصلية السعودية في العاصمة الفرنسية والتنسيق مع وزارة الخارجية الفرنسية ووكالات السفر الفرنسية المعتمدة لتأمين سفر الحجاج المسلمين الفرنسيين أو المقيمين في فرنسا. وقدر عدد هؤلاء العام الجاري بنحو 35 ألف حاج . وفي هذا الإطار نشطت كالعادة خلية قنصلية فرنسية في مطار جدة الدولي للاهتمام بشؤون هؤلاء الحجاج . وافتتحت خلية قنصلية فرنسية موقتة في مدينة مكةالمكرمة تعمل من الثامن عشر نوفمبر الحالي حتى السادس عشر من شهر ديسمبر المقبل. وزود كل واحد من الحجاج الفرنسيين أو من الحجاج المقيمين في فرنسا هذا العام بدليل باللغتين الفرنسية والعربية فيه كل المعلومات التي تساعدهم على أداء فريضة الحج. كما زودوا بنشريات خاصة عن الوقاية من الإصابة بالفيروس المتسبب في حمى الخنازير الجيش الفرنسي والحج وكان من المفترض أن يرسل الجيش الفرنسي هذا العام أول فوج من الحجيج العسكريين الفرنسيين يتكون من 250 شخصا . ولكن عبد القادر العربي كبير المرشدين الدينيين المسلمين لدى القوات الفرنسية قرر تأجيل العملية إلى موسم الحج المقبل بسبب المخاوف من الإصابة بحمى الخنازير ورغبة في الإعداد للرحلة بشكل أفضل . والملاحظ أن نسبة المسلمين في الجيش الفرنسي تتراوح بين 7 و8 بالمائة من عدد العسكريين الفرنسيين. وينتظر أن ترتفع هذه النسبة في السنوات المقبلة وما زاد الاحتفال هذه السنة بموسم الحج وبعيد الأضحى المبارك طعما خاصا لدى الجالية الإسلامية في فرنسا هو تواصل الحجاج مع أسرهم بشكل مستمر نظرا للخدمات التي توفرها وسائل الاتصال الحديثة وللتسهيلات التي قدمتها المملكة في هذا الشأن.