يؤدي نحو 21700 من مسلمي فرنسا فريضة الحج هذا العام ما يشير الى زيادة اقبال المسلمين على أداء هذه الفريضة. ويقول دليل بوبكر امام مسجد باريس ورئيس المجلس الفرنسي للديانة الاسلامية: «حين نظمت اول حج عام 1968، كنا اقل من مئة، وهذا يدل على الشوط الطويل الذي قطعناه». وارتفع عدد الحجاج عام 1986 الى نحو 3000 ثم الى 19 الفا عام 2001 و23 الفا عام 2003، بحسب بعض الارقام. واضطر العديد من الحجاج الى الغاء رحلتهم العام الماضي لعدم حصولهم على تأشيرة الدخول في الوقت المناسب نتيجة ارتباك في استخدام النظام المعلوماتي في القنصلية السعودية. وقال صلاح مبروك من وكالة «امين فوياج انترناسيونال» المتخصصة منذ 1983 في تنظيم رحلات الحج «ان الامر افضل بكثير هذه السنة وليس هناك متاعب، مضيفاً «يحدد لنا موعد لسحب جوازات السفر عند تقديمها والامور تسير بشكل جيد». وكان المجلس الفرنسي للديانة الاسلامية المنتخب عام 2003 والذي يسعى لترسيخ سلطته، ارسل في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر بعثة تحضيرية الى السعودية. وبعد ان ابدى مخاوفه من اجراءات منح تأشيرات الدخول، عاد واعرب الاربعاء الماضي عن ارتياحه بهذا الشأن خلال اجتماع عقده في القنصلية السعودية. وقال مولود بنعمارة رئيس لجنة الحج في المجلس «لقد تم بذل جهود هذه السنة على مستوى القنصلية، في حين ابدى فؤاد علاوي نائب رئيس المجلس وامين عام اتحاد المنظمات الاسلامية في فرنسا ارتياحه مطالبا في الوقت نفسه بتنظيم افضل، وذلك بعد ان انتقد في وقت السابق بطء سير الاجراءات. وقال «ان عدد الحجاج القادمين من فرنسا يوازي الحصة المحددة لدولة اسلامية كالمغرب التي تهتم فيها بهذه المسألة وزارة وعدة قنصليات وبعثة تنسيق. اما هنا، فلا توجد سوى قنصلية واحدة تصدر كل تأشيرات الدخول. ينبغي تحسين الوسائل اللوجستية». ولا تخضع فرنسا وسائر الدول الأوروبية لنظام الحصص الذي تفرضه السعودية وينص على منح تأشيرة دخول لكل الف مواطن. غير ان حركة الحج غير منظمة بشكل جيد في فرنسا حيث انه من بين 62 وكالة تتولى حاليا تنظيم رحلات الحج هناك 18 جمعية تنظم رحلات رخيصة الكلفة غير انها تلقى احيانا صعوبات في استئجار وسائل النقل. وقال مبروك «ان تكاليف رحلة حج لائقة لا تقل عن 2500 او 3000 يورو. لكن عدداً متزايداً من شبان الجيل الثاني من المهاجرين يقبلون على أداء الحج ويختارون الرحلات المنخفضة الاسعار حيث يتم ايواؤهم بعيداً عن الحرم». ومع اقتراب موسم الحج تشهد القنصلية السعودية في باريس نشاطاً كثيفاً فتتكدس فيها الحقائب في كل مكان وتتراكم جوازات السفر على الطاولات فيما يعمل الموظفون على اجهزة الكمبيوتر بدون توقف. فيومياً ترد الآلاف من جوازات السفر الى المبنى الصغير الفخم الذي يحوي القنصلية واوضح القنصل احمد فهد ان «تاشيرة الدخول تمنح مجاناً لموسم الحج». والقنصل الحائز شهادة دكتوراه في الحقوق من جامعة نانتير يتكلم الفرنسية بطلاقة وملم بالثقافة الفرنسية. وقال «اننا نطبق نظاما حديثا» يقوم على شبكة الانترنت، فيسجل رقماً على جهاز الكمبيوتر يسمح له بالاطلاع على جميع المعلومات حول جواز سفر معين بما فيها الصورة المدرجة عليه. غير ان كل هذه المعلومات تدون أيضاً على الورق ويتم وضعها في ملفات رمادية كبيرة مرفقة بلوائح باسماء الوكالات المنظمة للرحلات وتواريخ تقديم جوازات السفر والمواعيد المحددة لتسليمها. ولا تمنح تأشيرة الدخول في فرنسا سوى الى الاشخاص المقيمين في هذا البلد. وقال القنصل ان بين الحجاج «الكثير من الشبان الفرنسيين المولودين في فرنسا». وتم النظر في حوالى 21700 طلب لموسم حج 2005 وعمل 16 شخصا (مقابل عشرة في الظروف العادية) في القنصلية من الصباح وحتى المساء، بينهم خمسة دبلوماسيين بتكليف خاص من السفير محمد اسماعيل آل الشيخ الذي يتابع سير العمل يوميا، فيما يداوم فني متخصص في المعلوماتية في القنصلية.