هل الخصخصة والتي لها معانٍ كبيرة في منظور التسويق عموماً والتسويق الرياضي بشكل خاص وهي مفتاحه وهذه التوجه هو الخطوة المهمة والنقلة النوعية في الفكر الاحترافي وقبل أن تتم في السعودية مثلا يجب أن يكون هناك آلية واضحة تماماً لكيفية تسيير الأمور في هذا النطاق وينبغي أن يعرف كل نادٍ ماله وما عليه، وأن تعرف- الجهة - التي ستدير أي بطولة محلية كل التفاصيل الخاصة بتسويق بطولة كاملة والأندية المشاركة فيها ومبارياتها بل حتى بالقنوات التي تبث هذه المباريات. أما النادي فعليه أن يعرف حقوقه وواجباته كاملة هو الآخر ليأخذ حقه من تسويق البطولة كاملة ومن تسويق نفسه من خلالها أو من خلال قدراته الذاتية. ولكي تتضح المسألة أكثر. كرة القدم فيها منتج هو المباريات - وفيها صاحب المنتج وهو- النادي وفيها المسؤول عن تسويق المنتج وإدارته وهو الآن اتحاد الكرة في أي دولة عربية وهو كما يحدث في كثير من الدول المتقدمة كروياً ما يتوقع أن ينتهي مع الزمن. ان اتحاد الكرة في الدول الأوربية مجرد جهة نظامية فقط أما إدارة البطولة تسويقيا وإعلاميا وماديا فهو يكون تابعاً للجنة خاصة تسمى في بعض الدول - لجنة إدارة الدوري- وهذ اللجنة يناط بها أن تدير المسابقة بالكامل من الناحية الإدارية والتسويق والمالية بالاتفاق مع الأندية بالطبع. وفي أوروبا حالياً الأمور مشتعلة تماماً بين الأندية والاتحاد الدولي لكرة القدم فيما يخص هذه النقاط فمثلاً منتخب المانيا الذي شارك في بطولة كأس العالم للشباب التي أقيمت في القاهرة هذا العام واجه مشكلة كبيرة عندما رفضت الأندية الألمانية مشاركة لاعبيها الشباب مع منتخب الشباب لحاجة هذه الأندية للاعبين ودخلت هذه الأندية في صراع كبيرمع الفيفا واتحاد الكرة الألماني من جهة أخرى بينما كان الأندية الألمانية والجهة المسؤولة عن تسويق وتسيير الدوري الألماني في خندق أخر مواجهة الفئة الأولى. فالجهة المسؤولة عن تسيير الدوري وتسويقه تعتبر الأمر بالنسبة لها أمراً تجارياً بحتاً فنجوم منتخب الشباب الألماني يحتلون مكانات أساسية في الفرق الألمانية ولذلك رفضت هيئة إدارة الدوري الألماني مجرد مناقشة غياب اللاعبين عن الدوري الألماني لأن - المنتج الأساسي - المسمى بالدوري المحلي سوف يتأثر بقوة من جراء ذلك وبالتالي فالصدام وقع بين الاثنين وانتصرت الأندية الألمانية والهيئة التي تسير الدوري الألماني على الفيفا واتحاد الكرة الألماني! لماذا؟ لان الأمور كلها صبت في اتجاه في اتجاه الحالة المالية للفرق فلا يمكن أن يخسر فريق في أوروبا بسهولة دون أن يتأثر سلباً من الناحية المالية. هذه النقطة تحديداً قد تكون أهم نقاط الخلاف وأهم النقاط التي تحتاج أن ندرسها جيداً قبل أن نتخذ قرارنا بتنفيذ نظام خصخصة الأندية وما إلى ذلك. النقطة الثانية كيف يمكن لنا في المملكة أن نناقش أمور انفصال إدارة الكرة للهواة في المملكة عن كرة المحترفين وكيف يمكن لنا أن نقسم الأندية فعليا إلى أندية محترفة وأندية هواة؟ وما هي مسؤوليات اتحاد الكرة بعد ذلك؟ وماهي مسؤوليات لجنة تسيير البطولة وما هو دور ومسؤولية الأندية السعودية في تطبيق مثل هذا النظام؟ القضية تبدو شائكة تماماً ولكن الشئ المضمون بالفعل هو أن الطريق إلى الخصخصة وتطبيق التسويق الرياضي هو الطريق الصحيح مع دراسته بشكل وافٍ لكي يتناسب مع تقاليدنا وتعاليم ديننا وعدم المساس بحقوق المنتخبات والأندية على الاطلاق.