حولت 300 الف شجرة صعيد عرفات الى غابة خضراء تعمل على حماية الحجاج من ضربات الشمس التي تدنت معدلاتها من 3000 حالة قبل تنفيذ مشروع التشجير إلى حالتين فقط بعد تنفيذه وفق التقرير الصادر عن وزارة الحج. وقد صنف مشروع التشجير الخيري بمشعر عرفات على أنه من أهم المشاريع الصديقة للبيئة، وحصل هذا المشروع على جائزة مكة للتميز في فرع المحافظة على البيئة نظرا لدوره البارز في حماية ضيوف الرحمن يوم الحج الأكبر من حرارة الجو، حيث يظلل سطح مشعر عرفات يوفر لضيوف بيت الله الحرام الحماية من وهج الشمس، ويتكامل هذا المشروع مع أعمدة رذاذات المياه التي تربط بين كافة الممرات والطرقات بالمشعر الحرام وتلتف حول جبل الرحمة وكذلك مسجد نمرة لتلطيف الجو. منذُ ربع قرن وتحديداً في عام 1404ه بدأ حجاج بيت الله الحرام الاستفادة من ظلال اشجار"النيم"، حيث اقتصرت عملية التشجير على الطرق الرئيسية وحول جبل الرحمة ومسجد نمرة، ثم أخذت زراعة الأشجار في التوسع تدريجياً حتى تمت زراعة المشعر بكامله بما يزيد عن 300 ألف شجرة "نيم"، حيث تحولت عرفات الى غابة من الأشجار. ويؤكد الدكتور محمد صبري عزازي أخصائي العناية المركزة والباطنة وضربات الشمس بمستشفى الملك فيصل بمكةالمكرمة على ان تشجير مشعر عرفات كان له بالغ الأثر في تقليل الإصابات الحرارية، وخاصة ضربات الشمس يوم الوقوف بعرفة بنسبة كبيرة جداً. وعن اختيار شجر النيم دون سواه من انواع الأشجار الأخرى يقول الدكتور احمد عبدالهادي بأنه قد ثبت أن لشجرة النيم فوائد كثيرة، منها اتساع ظلها، كما تحوي على مركبات بيولوجية نشطة تساعد في السيطرة على الآفات والمحافظة على البيئة. ومثل غابة عرفات وكثافة عدد اشجارها تحتاج الى توفير مصدر مياه دائم لريها على مدار العام، ولذلك قام المشرفون على المشروع بحفر أكثر من عشرة آبار لري الأشجار منها، وظلت هذه الآبار تروي أشجار عرفات لعدة سنوات حتى جفت نتيجة لعدم هطول الأمطار، ولم يكن أمام إدارة المشروع إلا إيجاد البديل لري تلك الأشجار والمحافظة على خضارها ونظارتها فقامت بتمديد خط مياه (G.R.P) ينقل مياه الصرف الصحي بعد أن تتم معالجتها وتنقيتها لتكون ملائمة للري بطول 75 كيلو متراً وبقطر 300مم بداية من محطة الكعكية بالمسفلة وانتهاء بعرفات، ونفذ هذا المشروع منذ عام 1415ه، وأنشئت محطات تقوية لدفع المياه، لذا أنشئت ثلاث محطات الاولى بحي الكعكية والثانية بجوار مسشتشفى النور التخصصي والثالثة في الطريق الدائري الثاني، وكل محطة مزودة بعدة مضخات ومولدات كهربائية كبيرة لتشغيل المضخات ذاتيا بعيدا عن شبكة الكهرباء العمومية، وتضخ جميعها كمية مياه تقدر ب (10.000 م3)، كما تم مؤخراً إنشاء خط جديد تدعيما للخط القديم لنقل كمية إضافية من المياه تناسب زيادة الأشجار؛ من مواسير الدكتايل بطول 30.000 متر طولي أي 30 كيلو متراً وبقطر 600 مم؛ وتصل كمية المياه التي ينقلها هذا الخط إلى( 40.000م3) يوميا .. وهذا الخط تم تزويده أيضا بثلاث محطات لضخ المياه بعد معالجتها وتقوية دفعها.وبذلك أصبح للمشروع خطان رئيسيان لري الأشجار.