كان لي حظ التعليم في بلدان مختلفة، بدأت أولاً في المملكة حيث أكملت المرحلتين الابتدائية والثانوية، ثم انتقلت إلى مصر حيث أكملت المرحلة الجامعية في كلية الزراعة، ثم ذهبت إلى الولاياتالمتحدة حيث حصلت على الماجستير في الكيمياء الحيوية، ثم حدثت نقلة في حياتي ودرست الأدب الفرنسي ولكن في الجامعة الأميركية في باريس، وكنت أحضر في نفس الوقت محاضرات في الألسنيات في الكوليج دي فرانس وهي جامعة مفتوحة يستطيع أن يحضر محاضراتها أي شخص دون أن يتقيد ببرنامج معين، وليس فيها في النهاية امتحانات أو شهادات، ولكن المحاضرين عادة ما يكونون من كبار رجال الفكر والنقد والألسنيات ومن الذين حاضروا فيها لاكان وبارت وفوكيه وايف بونوا وامبرتو اكو، ولهذا أستطيع أن أقارن التعليم بين هذه البلدان المختلفة، التعليم عندنا في السعودية يعتمد على التلقين والحفظ والحال كذلك في مصر، ولهذا فإن التعليم أحادي لا يقدم غير وجهة نظر واحدة ولا يسمح بالتعدد، وهذا يربي الطالب على الخنوع والخضوع، ويقتل فيه موهبة النقد والإبداع، وهذا هو السبب في تخلف العرب عن بقية الشعوب، أما في الولاياتالمتحدة فالتعليم ينهض على النقد والتحليل والبحث ومن ثم الإبداع والاكتشاف، ولهذا تحرص دول عديدة على إرسال طلابها إلى الولاياتالمتحدة وخاصة بالنسبة للدراسات العليا رغم أن في هذه البلدان جامعات متقدمة. وفي مقارنة أجرتها إحدى الصحف يوجد 103200 ألف طالب هندي، 98510 آلاف صيني ، 75065 ألف كوري، أما عدد السعوديين فيبلغ 12661 ألف طالب، ونحن في حاجة إلى ابتعاث المزيد من الطلبة وخاصة لدراسة تخصصات لا توجد في بلدنا، ومن تحصيل الحاصل أن نطالب بإلغاء الحفظ والتلقين.