تعتبر ثقافة العمل التطوعي وخدمة المجتمع الأساس الذي تقوم عليها بعض دول العالم في تسيير حراكها الاجتماعي، ففي بعض الدول يكون القبول في الجامعة مرتبطا بتقديم الطالب لشواهد ملموسة على خدمته للمجتمع، في المقابل نجد أن بعض الطلبة العرب يفتقد لهذه الثقافة المهمة مع حث ديننا الحنيف عليها، وقد يرجع السبب إلى غياب التطبيق العملي خلال مراحل دراسة الطالب سواء كان في التعليم العام أو العالي. وقبل عامين تقريبا وفي ندوة التعليم والتقنية بجامعة عفت تحديداً عرضت علينا د.أروى الأعمى تجربتها في تطبيق إستراتيجية التعلم الخدمي (Service learning)، والذي استخدمتها مع طالبات مادة تصميم مواقع الإنترنت كوسيلة لمساعدة الطالبات المقبلات على التخرج على تنفيذ عمل فعلي من خلال مشروع أكاديمي يقمن به ويكسبهن الخبرة العملية ويمنحهن الفرصة للتدريب ويعود بالفائدة عليهن، كما أنه يحقق أهداف إدارة المسؤولية الاجتماعية بالإضافة إلى الخدمات التي يقدمها للمجتمع. وامتدادا لهذه الإستراتيجية الفاعلة، قمنا في مادة هندسة تطبيقات الشبكة النسيجية المدرسة بقسم تقنية المعلومات في جامعة الملك سعود، بطرح خيار للطالبات القيام بمساعدة أحد مؤسسات المجتمع المدني غير الربحية والتي لا تملك الدراية التقنية الكافية لعمل موقع لها على شبكة الإنترنت كمشروع للمادة، هذا النشاط أتى بعد دعم ومساندة مباشرة من شركة العلم الشركة الرائدة في أمن المعلومات وباهتمام شخصي من الدكتور خالد الغنيم. بهذه الإستراتيجية التعليمية الفعالة سنحول العادة التي كنا ننهجها في مثل هذه المادة من قيام الطالبات ببناء موقع متكامل يخدم أهداف محددة، ينتهي الاستفادة منه بمجرد انتهاء الطالبة من المادة، إلى مشاريع عملية أكثر فاعلية وفائدة للطالبة وللمجتمع. وفي الختام، لابد من التشديد على الدور الكبير الذي تلعبه الشركات التقنية الكبرى في المملكة في دعمها لمثل هذه الأنشطة التي تخدم المجتمع، وذلك في ظل سعي حكومة خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- إلى التكامل والتعاون بين مؤسسات المجتمع الوطني سواء كانت عامة أو خاصة، فبأيدي هذه الأجيال الصاعدة وبحماسهم يمكن تطويع التقنية لخدمة مجتمعنا.